الاثنين، 30 يناير 2017

صريرُ غَزَل بقلم وليد.ع. العايش


( صريرُ غَزَل )
--------
يُغازِلُني وكأنّي بالأمسِ لمْ أكُنِ 
كما ورقة توتٍ بنفسجيةْ 
بهمس يُطرِبُنيٍ 
يُشبهُ صريرَ قمر جاثم
في بُرجٍ عاجيّ 
لمْ يَقُلّهُ ذات ليلةٍ 
شتى البشر ... 
يُغازِلُني على لظى نارٍ 
مازالتْ تحتفِظُ بِجذوةٍ 
منْ سِحرِ جاهليةٍ مُهاجرة 
يقولُ بأنّي أميرة 
على عرشِ كوْنٍ 
وإنّي كُلّ النساء 
حُبّهُ لم يُبقِ مني 
سوى أشلاء أُنثى 
رفعَ رايتهُ البيضاءَ 
في ملعبِ قلبيَ الصغير 
حاولتُ اِمتشاقَ صمتي 
كي أعودَ للحياة 
فلرُبّما صهيلها
يُغازِلُني ... ثُمَّ يصمت
جنونُ العصرِ لمْ يأتْ بعدْ 
وأنا أُعانِقُ همسهُ 
على ذروةِ ثغريَ الشاحبِ من زمنٍ 
ساقيتي يا أنتَ ... مازالتْ قاحِلةً 
وسمائي لمْ تُمطِرْ 
أعيدني إلى بحرِ شوقِكَ 
ومنْ نهرِ حنانكَ ارويني 
خُذني لِدُنياكَ يا أنت ... 
ومنْ نبعِ سكونكَ اِسقيني 
فإنّي مازلت ثَمِلة جداً 
منْ تلكَ الليلة الخضراء ... الحمراءَ 
منْ زمنِ سفرِ التكوينِ 
دَعني أدنو منكَ ... يا أنتَ 
أعيثُ في بُستانكَ أياماً وسنينِ 
أُترِعُ كأسي منْ جمْرِ لهيبك 
أحتسي خمرتَكَ دونَ خوفِ ظُنونِ 
يا أنتَ ... 
دَعني أقتربُ منْ شُطآنك 
قبلَ القلبُ أنْ يتحجر 
وجنوني في صحراءِكَ يتبخر 
صمتي ما عادَ يحمِلُني 
وسكونُ الليلِ يقتلُني 
فَخُذني في ليلتِكَ وارويني
كنتُ وحيدة في كوخي منْ لحظات 
والآنَ أمسيتُ بِرُفقةِ حكايةِ ليلٍ مجنونِ ...
---------
وليد.ع. العايش
3/1/20177م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق