------------------- سيف الهجر ..-----------------------
-------------------------------------------------------
دكّت حصونَ الشوق تطلب مُهجتي ....وتُعالجُ الأركانَ لا تترددُ
قالت: مساءَ الخير حينَ تَكَلَّمَت .......فبدى الظلامُ بصوتها يتبدَّدُ
هي فتنةُ جاد الزمانُ بِحُبِّها .........هي لوعةٌ منها اللَّواعجُ تولدُ
سوريّةُ في الأَصلِ تَسكُن في الجوى ...لكنّها ضِلعَ الهَوى تَتَوسّدُ
يا كاتبَ الاشعار أَحسِن وَصفَها. .....وارفِق بها فَخدودُها تتَورَّدُ
لا تَقطف الزَّهرَ الرّقيقَ بِقَسوةٍ ......فعليك أطيارُ الرَّبيع سَتشهَد
واكتُب بها ما رَقَّ مِن أوصافِها...واحذر عيونَك فَهي دوماً تحسِدُ
واختر كلاماً ناعِماً كَجمالِها...............إنَّ الجمالَ بِمِثلِها يَتخلّدُ
لماّ عَزمتُ على الرحيل أَتيتُها .....والطَّير ما بينَ الغصون يُغَرِّد
أومَأتُ في طَرفِ البنان منبِّهاً.. .....وكأنَّ صوتي والكلام مقيّدُ
قالت رحيلُكَ مُنهكي ومعذِّبي ....وبسيفِ هجرِك في فؤادي يُغمَد
إنَّ الرحيلَ مُبَدِّدٌ شوقَ الهوى.. .........والنارُ مثل لهيبهِ لا تَخمدُ
أَلَمُ الفراقِ مرارةٌ وكآبةٌ ..............مُرُّ المَذاقِ كما الأحِبَّةِ نفقدُ
وغيابنا بعد التجمع لوعةٌ ............فيها نعيش مع المرارة نرقُد
نبكي شجون الشوق دون أَحبةٍ...سكنوا القلوبَ وحينَ صُبحٍ أبعدوا
ما عاد ينفَعُنا البكاءُ لِفَقدِهم.. ....رحَلوا وفي رحِم الزمان تشَرَّدوا
البعد والحرمان أشعَلَ لهفَةً ........تذكي لهيباً في الجَوى لا يَبرُد
فاحذَر لبُعدك أن يكونَ تَأَدُّباً................ مُتَعَمّداً وبسيفِه تَتوعَّدُ
البعدُ أن تَبقى وفيّاً مُخلصاً ..........كالطيرِ وهو مهاجرٌ لا يَرقُدُ
أبداً يعودُ لعُشِّه وصِغارِه.............مهما رأَى فلأرضِه لا يَجحد
يا راحلاً خلف الحدود ترَكتَني........للنوم لو طال المَدى لا أخلدُ
البعد يكويني وأحلامُ النّوى ..........ولذكريات الوَصل دَوماً أنشُدُ
وأراك في الأحلام حين تزورُني. .....فأكاد من شوقي لكم أتَهَجّدُ
لا تُبعدوا عني فإن رحيلَكم.. ..........مُرٌّ وعيشك بينَ أهلِكَ أجودُ
---------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر /فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق