( ( ( يا كُلَّ طفلٍ عربيْ ... ) ) )
مـَنْ يُباليْ،
لـَوْ مَـلأتَ الكونَ نَوْحـًا وعويلاً
يا بُنـَيْ.؟
مَـنْ يُباليْ،
لـَوْ قضيتَ الدَّهرَ تشكوْ،
تتلوَّىْ مــِنْ جـراحٍ
وَطـَّدَتْ أقدامـَها،
في جـسمــِكَ الغَـضِّ النَّديْ.؟
مـَنْ يُباليْ،
لو نزفْتَ الدَّمَ شلالاً،
وخضـَّبْتَ الثرىْ،
مـنْ دَمــِكَ الحـُرِّ النَّقيْ.؟
ودعَوْتَ اللَّـهَ
أنْ يُنْفَخَ فيْ الصـُّورِ
ليومِ الحـَشْـرِ،
كيْ تَنعُمَ بالنَّومِ الهـَنِيْ.؟
مـَنْ يُباليْ بـِكَ ،
إنْ مـُتَّ وإنْ عـِشـْتَ
وإنْ مرَّ بكَ اللـَّيلُ ثقيلاً،
في عذابٍ أبَدِيْ.؟
أَ تَوَسَّـمـْتَ كِـرامـًا
ورِثوا الإحـسانَ عنْ
قَوْمِ ابْنِ طـَيْ.؟
وتَوقَّعـْتَ مـِدادَ الخـيرِ
يأتِيْكَ حـثيثًا،
مـنْ خـِزاناتِ شقيقٍ عَـرَبـِيْ.؟
وهـْوَ مـشغولٌ، يُزيحُ الهـَمَّ،
يغفوْ، بينَ أحـْضـانِ بَغيْ.؟
لا تقولنَّ: سيأتيْ ذاتَ يومٍ،
يَمـْسَحُ الدَّمعَ الـذيْ فيْ مـُقلـَتَيْ.
ويَرُدُّ الظـُّلــْمَ عَـنِّيْ
ناصـِرًا إِيَّايَ بالحـَقِّ،
كمـا قالَ النبيْ.
لا تظنَّنَّ بهِ خـَيْرًا،
ولا تغـْفُ علىْ حـُلـْمٍ سَخـِيْ.
فَكـَرِيْمُ القوْمِ
باتَ اليوْمَ مـُنْقَـادًا
لـِدولارِ المَـلـِيْكِ الأجـْنَبيْ.؟
لـَنْ يُباليْ،
لو حـَمـَلــْتَ الجـُرْحَ إِدْمَـانًا
كَـعِـشـْقٍ سَرْمـَدِيْ.؟
أوْ تجرَّعـْتَ، وحـِيْدًا،
كُـلَّ عـُنْفٍ بَرْبَرِيْ.؟
أوْ سـأَلــْتَ اللــَّهَ
أنْ يَسْتَـلَّ سَـيْفَ الـحـَقِّ،
يحـْمــِيْكَ مــِنْ طـَاغٍ عَـتِـيْ.؟
لـَنْ يُبالـِيْ،
لوْ تخـلـَّيْتَ عنِ الأدْيانِ،
واخـْتَرْتَ القدِيْمَ الوَثـَنِيْ.؟
فيْ زمـانٍ قدْ تخـلـَّىْ ناسـُـهُ،
عـَنْ كُـلِّ عـُرفٍ بَشـَرِيْ.؟
****
فيْ "مـَضَـايا" ، فيْ "المـُكَـلاَّ "،
فيْ "الرَّمَـادِيْ " ، فيْ "بُزَيْبــِزْ "،
هـَدَفٌ أنْتَ لـِصـَيَّادٍ عـَتِيْـدٍ
سَـاقـَهُ الشَّيْطانُ
مــِنْ فَجٍّ قـَصـِـيْ.
نَزَعَ الرَّحـْمـَةَ مــِنْ وجـْدانِهِ
ثمَّ تَمـادىْ قَسـْوَةً،
أَقْسَمَ أَنْ يُمـْعـِنَ فيْ طـُغـْيَانِهِ،
يَغـْتالَ مــِنْ بُهـْتانِهِ،
تِلــْكَ البَقايا مــِنْ صـَدَىْ إِنْسَـانِهِ،
مـُتَّبـِعـًا شَيْطانَهُ ،ذَاكَ الـدَّنِـيْ.
فَـانْـسَ لا تَبْنِ،
عـَلــَىْ أَوْهَـامِ مَـاضٍ قـدْ تَوَلـَّىْ
مـُنْذُ عـَهـْدٍ أَزَلــِيْ.
وَاسْـتَعـِذْ باللــَّهِ
وَارْجُ الـعـَوْنَ مــِنْـهُ
وَتَضـَرَّعْ ، وَتَشـَفَّعْ
عـِنْدَ جـَبَّارٍ،عَلــَىْ البَاغـِـيْ، قَوِيْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق