هذا الشوكُ لن يعطيكَ وردا..
د. وليد جاسم الزبيدي
تقحّمتَ الحياةَ وكنتَ فردا
ومن بينِ النجومِ سطعتَ فردا..
أنختَ الليلَ صبحاً تعتليهِ
شموسٌ صُغتَها لغدٍ يُفدّى..
عزمتَ فأيقنَ الماضونَ طُرّاً
بأنّكَ صرتَ للجلاّدِ لحدا..
لأنّكَ ما أردتَ القصرَ قيداً
فداكَ الطّينُ فاستذوقتَ شهدا..
لأنّكَ درّةُ الأزمانِ مهما
تقادمَ عمرُها تُجلى فتندى..
لأنّكَ للطّغاةِ شمختَ حرّاً
لأنّكَ للحُفاةِ مُلكتَ عبدا..
**********
تُسائلُني العيونُ لقد صبرْنا
أ بعدَ الصّبرِ موعودٌ سيُهدى..؟
أ بعدَ الأبعدينَ هُنا لقاءٌ؟
أ بعدَ الأقربينَ عدىً ألدّا..
أضاعونا ((وأيّ فتىً أضاعوا))
ألوفاً في المقابرِ لنْ تُعدّا..
سَلِ التاريخَ لن يُنجيكَ طيبٌ
فتلكَ حرابُهُم تُنبيكَ رَدّا..
فلا بينَ الصقورِ هنا حمامٌ
وهذا الشوكُ لن يعطيكَ وردا..
************
وللمُحتلّ أنيابٌ وظفرٌ
يُبدّلُ آجلاً منْ فيهِ جلدا..
يُفرّقُ أمةً ويُذيبُ أخرى
وينخرُ أختها ويديرُ خدّا..
(فتقتلُنا المنونُ بلا قتالٍ)
وتذهبُ ريحُنا شيباً ومُردا..
سلامٌ والسلامُ لهُ دروبٌ
ستأوينا معاً أبّاً وجِدّا..
********
عراقٌ والعراقُ سوادُ خيرٍ
سيهزمُ طامعاً ويفكّ قيدا..
اذا وقفَ الجميعُ وكانَ صوتٌ
يصكّ مسامعاً ويفلّ كبدا..
اذا كان السلامُ على بلادي
رداءً فالهوى طيفٌ وأكدى..
اذا نهضَ الجياعُ وكانَ خبزاً
سيبنونَ السّماءَ وما أشدّا..
تخيّرتَ الصّعابَ وكنتَ صعباً
تصارعُ تارةً وتطلّ نقدا..
وإنّ الوعدَ آتٍ ليسَ إلاّ
سينظمُ جيدَهُ عقداً فعقدا..
**************
القصيدة: عمودي: من بحر الوافر: مفاعلتن- مفاعلتن -مفاعلتن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق