الثلاثاء، 28 يناير 2020

ضمد كاظم الوسمي العراق. بؤس الحياة *

بؤس الحياة *
*
عَنْ وَرْدَةٍ سَلْ بُلْبُلَ الْأَفْياءِ
هَلْ نالَها رَغْمَ الْعَنا وَالدَّاءِ
*
مُذْ صارَ ذاكَ الْعَنْدَليبُ بِقُرْبِها
قَدْ صَدَّهُ في الْوَرْدِ شَوكُ بَلاءِ
*
رُوحي تَرى أَصْلَ الْجَمالِ مَحَبَّةً
وَالْعَقْلُ يُفْزِعُهُ هوى الدَّهْماءِ
*
كَالْبَبَّغا فَرِحَتْ بِقِطْعَةِ سُكَّرٍ
لكِنَّها وَجَدَتْهُ مَحْضَ هُراءِ
*
أُشْقى بِعَيْشٍ وَالْحَبيبُ مُفارِقي
شَتّانَ بَيْنَ مَماتِكُمْ وَبَقائي
*
يا راحِلٌ مَهْلاً فَإِنَّ رَحِيْلَكُمْ
تَرَكَ الْهُمومَ أَنِيسَةَ الْأَحْياءِ
*
يا راحِلٌ لَمْ يَبْقَ لي حَمْلٌ وَلا
في الرَّكْبِ راحِلَةٌ سِوى إِعْيائي
*
حَتّامَ تَتْرُكُني وَأَنْتَ صَبابَتي
وَنَدى لَماكَ مُدامَتي وَدَوائي
*
لا تَخْجَلَنَّ مِنَ التُّرابِ عَلى فَمي
وَدُموعٍ تَحْكي قِصَّةَ الْبُؤَساءِ
*
فَلَعَلَّ ذاكَ الطِّيْنَ مَبْنى كوخِهِ
يَأْوي إِلِيهِ مِلَّةَ الْفُقُراءِ
*
عَجَباً لِذاكَ الْقَمْحِ يَبْسَمُ نَشْوَةً
وَالصَّيفُ لُجَّتُهُ بِلا أَنْداءِ
*
مِزْمارَةُ الرّاعي سَقَتْ تِلْكَ الرُّبى
أَمْ ذِكْرَياتُ اللَّهْوِ وَالْإِصْباءِ
*
ما لِلنِّجومِ وَقَدْ حَسَدْنَ نُجَيمَتي
يَومَ احْتَوَتْها ثَورَةُ الْأَنْواءِ
*
يا وَيْلتا أَنّى لِيَ الْيَومَ الَّذِي
أَصْطادُ فِيهِ مَلِيْكَةَ النَّعْماءِ
*
ذُقْ ما زَرَعْتَ مِنَ الْهَوى مُتَجَرِّعاً
بُؤْسَ الْحَياةِ وَوَحْشَةَ الْأُخْراءِ
*
ضمد كاظم الوسمي
العراق
(( إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله )) بعد سبعة أيام على رحيلها كأنّني أفقت من هول الصدمة على وجع الفراق ، الى روح زوجتي الصاعدة الى بارئها أهدي قصيدتي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق