الأحد، 26 يناير 2020

عنان محمود الدجاني. لمن لا يعرف

لمن لا يعرف
في رحلة مدرسية داهمت السيول الأطفال و المعلمين و المعلمات وحصدت قرابة عشرين شهيدا

ألم ٌ و يم

شهداء كلية فيكتوريا

رياحٌ تهبُّ كعصفِ الجنونْ
تدكُّ الصخورَ تقلُّ المنونْ

سيولٌ و وادٍ و رعدٌ يثورْ
أطاحت بعشرٍ و عشرٌ يلونْ

تعالى النداء و ما مِن مغيثْ
ولا مَن يلبي ولا مَن يمونْ

يلوح الشقاء بكل اتجاهْ
و تُصلى النفوسُ بجمرِ الأتونْ

سوادٌ يزيلُ بقايا الأمانْ
وأهلاً سقتهم بحارُ الشجونْ

وسعدٌ قريرٌ يطوفْ الجِنانْ
تهاوى أبوه بيأسٍ هتونْ

وهندٌ و ريمٌ وميسٌ طلالْ
أذابوا كياني بناتٌ بنونْ

برحبِ الجمالِ و سحرِ المكانْ
يحِلُّ المصابُ ليرخوا الجفونْ

****************************
صحوتُ و صبحي كثيرُ الحماسْ
لأني شغوفٌ ببعض الفنونْ

أروم المعالي و مجدًا يضيءْ
أحاكي النجوم و أرفض دونْ

تلاشى الطموح و حلمي الصغير
و لحدي دعاني بلحنٍ حنونْ

غدوت  بموتي كصنو الشهيدْ
دعاؤك أمي نجاةٌ و عونْ

أزيحوا سريري و ثوبي الجديدْ
و جلَّ متاعي كأن لم أكونْ

وركْلي و لَهْوي و ذكرى معي
ستذهبُ حتما، تمرُّ السنونْ

****************************
صراخُ الثكالى يهز القلوبْ:
أطفلي البريءُ عجزت أصون؟!

و بيتي كئيبٌ و صمتٌ رهيبْ
وبعد الهناء يحطُّ السكونْ

إذا جمّ خطبٌ فما من معينْ
وعند القضاء لَتعمى العيونْ

سيمحو البلاءَ رحيلُ الزمانْ
بذكرِ الإلهِ لَصعبٌ يهونْ

تُداوى الجراحُ و يُجلى الضنى
بِسرِّ الكتاب و كافٌ و نونْ

عنان محمود الدجاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق