أضرمتَ قلبي
قصيدة
الدكتور محمد القصاص
أضرمتَ قلبي .. فالأوارُ يَزيــــــــــــدُ *** وبكُلِّ يَومٍ ، مُحْدَثٌ وجَديـــــــــــــدُ
هذا فؤادي عندما ذُكِرَ الهــــــــــــــوَى *** صلَّى وسَلَّمَ والأنامُ شُهــــــــــــــــــودُ
فأنا بجرحي إنْ أعيشَ مُكَبَّـــــــــــــلا *** قيدٌ يلازمُ مِعصمِي وحَديـــــــــــــــدُ
يا من يُسائلني علامَ شَقاوتِـــــــــــــــي *** هل من جريحٍ بالجراحِ سَعيـــــــــــدُ
مالي أراهم يُضرمـون حشاشــــــــتي *** ونزيفَ جُرحي في الضلوعِ شديــدُ
هل يا ترى قد يُدركونَ مُصيبـــــــتي *** فالصبرُ يُدمى مهجتي ويزيـــــــــــــدُ
هذا يرومُ البؤسَ لا أدري لـِـمَـــــــــــا *** أما فذلك ظالمٌ عربيـــــــــــــــــــــــــدُ
فهناك من بعضِ الخلائقِ صَامِـــتٍ *** وهناكَ بعضٌ شَامِتٌ وحَقُــــــــــودُ
هل كلُّ من عاشرْتُ منهمْ كـــاذبٌ *** أمْ أنَّ من صاحبْتُ فيه جُحُــــودُ
هذا يُنافقُ بالحديثِ مُزِّيِّــــــــــــــفٌ *** صَلِفٌ حقيرٌ كاذبٌ ومَريـــــــــــــدُ
وهناكَ نذلٌ بالمصائبِ ساهـــــــــمٌ *** وهنا جريحٌ بالهوَانِ قعيـــــــــــــــدُ
وهنا مضرَّجُ والحرابُ ينلنـَــــــــــــهُ *** وهنا مهجَّرُ بائسٌ وشريــــــــــــــدُ
وهناك بعضٌ بالشدائدِ مفعــــــــــمٌ *** وهناك موفورُ الجنابِ سعِيــــــــدُ
دعني أمنِّي النَّفس للقيــــــــــــا فلا *** يغدو محالاً والمزارُ بعيــــــــــــــــــدُ
فاليومَ لا أملٌ نعيش بظِلِّــــــــــــــــــهِ *** أبدا ولا رأيُ القريبِ سَديـــــــــدُ
يا ربِّ إني مُثٌقل بعروبتــــــــــــــي *** فالريحُ تَعْصِفُ والغُصونُ تـميـــدُ
حتى الحياةَ تُمِدُّنا بمصائـــــــــــــبٍ *** شتى وباتتْ بالحميمِ تَجـــــــــــودُ
في كلِّ يومٍ للمهانةِ قِصَّــــــــــــــــــــةٌ *** وبكلِّ ركنٍ قاتِلٌ وشَهيــــــــــــــــدُ
تعلو وجوهَ الكادحينَ كآبـــــــــــةٌ *** تَُبْني على هامِ الرَّدى وتُشيــــــدُ
أممٌ تداعَتْ لا تُريد بقاءَنـــــــــــا *** بَغْيا وظُلما لا يُطاقُ عَنيــــــــدُ
فتمزقتْ أشلاءُ قومي بينهــــــم *** لم ينجُ منهم طاعِنٌ ووليـــــــــــــدُ
وحرائرٌ منا أذقْنَ مهانـــــــــــــــــةً *** والبعضُ منا لاجيءٌ وطريــــــدُ
لله نشكو حالنا ومآلنـــــــــــــــــا *** يا ربِّ هل يغشى اللئامَ وعيـــــدُ
دكتور محمد القصاص - الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق