الأحد، 5 يناير 2020

مكرم الكيال. أمي لم تعد

استلمت عملي في إحدى المستشفيات القديمة
 كنت أريد أن أعمل شيئاً بروح قوية وعزيمة
 فتحت أبواباً ، وهبطت سلالم بدون هوادة
 عم كنت أبحث ? وأي شيء أريده ? كنت بلا هدف ولا دراية
 في إحدى الغرف رأيته .....
 كان نحيلاً شاحباً ، وكانت عيناه غائرتين وفمه مطبقاً بلا إرادة 
 اقتربت منه بحذر ...............
 وضعت يدي على رأسه فلم يحرك ساكناً وظل ينظر
 الى الخواء بنظر حزينة
 قدمت له حلوى .............
 أعطيته قلم الحبر خاصتي ....
 جلست قربه وأمسكت كفيه النحيلتين ، وأصابعه المرتعشة
 لم اعرف كيف اخرج تلك النظرة اليائسة من عينيه بأي طريقة 
 رويت له قصصاً صغيرة مضحكة .
 ولكنه لم يتحرك ، لم ينظر إلي كان ينظر إلى الفراغ 
 نظرات تقطر أسى وبؤساً 
 قالوا لي إنه لايأكل ، ولايشرب ، ولايطلب شيئاً 
 وخاب ظني بقدراتي ، وأعلنت فشلي أمام نفسي
 أنا لا أعرف ، انا لاأملك مقدرة ، أنا لاشيئ......
 وهممت بالإنصراف احمل قلباً يائساً وروحاً 
 منكسرة 
 ولكنه بلحظة ما  لحظة ليست من الزمن الساري 
 أمسك بيدي وغرس عينيه في عيني ...
 وهمس 
 أمي لم تعد تأتي ..???
 وركضت نحو النافذة ? أرى الدمار والخراب والدخان
 واسمع دوي الإنفجارات من بعيد
 وسألت بدون صوت
 أين انت ايتها الام البعيدة
 لم يجبني سوى الخواء ولم أشم إلا رائحة العفن
 يهبط من سماء ليس لها حدود .

مكرم الكيال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق