حرب مع الذات
خانت يراعي وباعت دارهَا الكلمُ
وجف حبري ومثلي يلطم القلمُ
وكفَّنَ السّطرَ في قرطاسِه حَكمٌ
وأُعدم الشيخ حتى يُعبد الصنمُ
أنَّى نظرت أرى قبراً وأسأله
أودتْ به الحربُ أم أودى به السقمُ؟!
هذي بلادي عيونُ الموت تعشقها
والحزنُ أغرقها والخزي والندمُ
والعارُ منقطعٌ في الأرض من دولٍ
إلا بها راح عهراً ينجبُ الرحِمُ
لم يُهدَ قوم إلى حقٍ ورأسهمُ
مازالَ يشعرُ فعلاً أنهم غنمُ
فالرأسُ يعجزُ أن يحيا على جسدٍ
إن لم يصلْ للخلايا بالوتينُ دمُ
إن الصلاحَ بقومٍ لستَ تدركهُ
و الأرضُ ضلَّت بها الوديان والقممُ
في كلِّ دارٍ بنا الأحلامُ قد درَسَت
تُشتِّتُ النورَ من أنحائها الظُلَمُ
وغلّق الفكرَ وهمّ في مُخيِّلةٍ
واستحضرَ اليومَ في ساحاتها القِدَمُ
وكفّر القومُ في فتوى لهم وطناً
فاستوطن الفرسُ والرومان والعجمُ
مهما نُطبلْ لأقوامٍ لنا ابتسموا
فالقلب أضمرَ ما لا الوجه يبتسمُ
ما من بلادٍ بكفِّ الغيرِ قد نهضتْ
بغيرِ فتيانها لا تنهضُ الأممُ
نحطِّمُ الليلَ في أجفانِ أمتنا
حتى تَشرَّدَ من أهدابنا الحُلُم
ونطعنُ الصبحَ في حضنِ الندى عبثاً
حتى تطاولَ أعلى شمسنا القزمُ
خلّوا لنا الدينَ للرحمنِ نعبدُهُ
وابنوا لنا وطناً تعلو به الهممُ
خلّوا سنيناً من النكران قد صدئت
فيها المحبةُ واستعصىتْ بها القيمُ
حربي مع الذاتِ لا ليستْ على أحدٍ
من يجرعِ الداء يستوطنْ به الألمُ
محمد عايد الخالدي /الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق