الأربعاء، 1 يناير 2020

سميرة المرادني. " خنساوية الحرف"


" خنساوية الحرف"

الشعرُ داءٌ حرفُه ودوائي
من ذي البليّة ما أردتُ شفائي

بالشعرِ أسمو فوقَ كلّ مواجعي
وبه أُعِيرُ الدّفءَ للأنواءِ

والودَّ أسبرُ إذ يلوحُ مخفّرا
طَودا علا خفّاقُه بإزائي

أسري على صهوِ البلاغةِ كلما
لاحَت جمانٌ في ربى الأفياءِ

تلك اللبوءةُ تستعيذُ بأسطري
بعضُ الجموحِ يُثارُ عندَ اللاءِ

أنا طفرةٌ حفرَت بمخلبِ حرفِها
أسمى النقوشِ تموسقت بسمائي

سأقيّدُ الحرفَ الهجينَ بحِرفةٍ
وسأطلقُ التشبيهَ في الخطباءِ

أغويتُ حرفي من نهيلِ مشاعري
بالبذلِ حينا أو بصدقِ نقائي

لو أقطفُ الحسراتِ تغدو بلسما
فالشعرُ ينضحُ مورقا بإنائي

لي حظوةٌ عندَ الرّفاقِ أصونُها
من كلّ كيدٍ ظاهرٍ أو نائي

لو كنتُ في أيكِ الفصاحةِ جَوزلا
ما اخضرّ عودٌ في ربى الفصحاءِ

لكن سهمي لايصيبُ أقاربي
لو زاده التأويلُ  بالإعياءِ

لغةٌ تسامَت واستقرّ ضجيجُها 
عبرَ القوافي قد غزَت أرجائي

لاتبتئسْ أنّ القريضَ لمهرةٍ
في السّاحِ تلقى صولةَ الخنساءِ

إن كنتَ ترنو للبيانِ فهاته
ودَعِ الفحولَ تصولُ في البيداءِ

سيرون أنّ الشعرَ تاجُ أنوثةٍ
بالحبّ يسمو من فمِ الشمّاءِ

وكذا الفخارُ فذاك محضُ مطيةٍ
وبه النساءُ تموجُ كالعصماءِ

عندَ الهجاءِ قوافلي قد أُطلقت
فيها بما فاضَت غِلالُ دلائي

أما الشموخُ محجّتي مزدانةٌ
ببديعها وتفرّدِ الإنشاءِ

يا أيّها الأيكاتُ من فرعِ السّنا
هيا امتطينَ المجدَ دونَ عناءِ

فسيوفُكنَّ قواطعٌ في غمدها
وقريضُكنّ جحافلُ اللألاءِ

سميرة المرادني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق