الأحد، 8 مارس 2020

معلقة في زمن العولمة بقلم الحرف المنسي ابراهيم

معلقة في زمن العولمة بقلم الحرف المنسي ابراهيم

أنا الذي خشِيَتْ أشعارهُ العربُ
الفيسُ يعرفني و البوكُ و الأدبُ

أنا الذي أقطعُ البيداءَ منفردًا
زادي القصائدُ و الأقلامُ و الكتبُ

هل يستوي شِعرهمْ معْ ما أبوحُ بهِ ؟
هل فُضّلتْ فضّةٌ في السّوقِ أم ذهبُ

 أطاعني الشِّعرُ حتّى جاءَ منتظمًا
مُعبّدًا كطريقٍ ما بهِ حدبُ

و الضّادُ تَفهمني طوْرًا و تُلهمني
هي التي آنستني حينَ أكْتئِبُ

الحرفُ في الدّمِ يجري مثلَ ساقيةٍ
 ما جفَّ نَبْعيَ أو ينْتابني عطَبُ

كأنّها شَربةٌ مِنْ ماءِ صافيةٍ
أوْ أنّها نسمةٌ في الصدرِ تنسكبُ

و الشّعرُ أكذبُهُ عذبٌ كما وصفوا
أمّا قريضي فصِدْقٌ ما به كذِبُ

إنْ يقرؤوا كلماتي صدفةً فزعوا
او يسمعوا خطواتي فجأةً هربوا

لمْ يروِ سوقَ عُكاظٍ مثلها أبدًا
و لمْ تُكحِّلْ بها بغدادُ أوْ حلبُ

فلوْ رآها جرير قام مندهشا
و لوْ قراها نِزارٌ سرَّهُ الطّربُ

و كمْ هجوْتُ صعاليكًا ندبتُ لهمْ
خدًا بِلا سببٍ يُروى فمَا عتبُوا

و كمْ بلوْتُ مِنَ الأصحابِ في زمني
فضِقْتُ بالصّحبِ ذرْعًا حينَ أصْطحِبُ

الناسُ إنْ تُرضِهمْ طاروا بها فرحًا
و إنْ تجاهلْتهمْ مِنْ بعدِها غضِبُوا

أهديهمُ الودَّ صافي لا أُنافقهمْ
و يرغبونَ  إذا نالوا الذي رغِبُوا

يا مَنْ تُخالطُ إحذرْ كلَّ ذِي ملَقٍ
يُرديكَ كالحيّةِ الرقطاءِ إذْ تثِبُ 

و رُبَّ جامعِ مالٍ لا لِيَكسبهُ
و جارُهُ نامَ لمْ يجمعْ فيكتسبُ

و الموْتُ لابدَّ مِنْ كأسٍ لشاربهِ
يوْمًا كما ذاقهُ الأحياءُ إذْ شرِبُوا

مهما تُباعد عنْ موتٍ ستلحقهُ
فهوَ القريبُ إذا باعدتَ يقتربُ

يُردِيهِ مِنْ بعدِما تحْلُو الحياةُ لهُ
و لوْ تحصّنَ تحتَ الأرضِ يُستلبُ

يا أمّةً غرقتْ في الوحلِ و اندثرتْ
ضاعتْ حضارتنا و الحالُ مضطربُ

نُوحٌ تركنا و لم نركبْ سفينتهُ
ناموا كنوْمةِ أهلِ الكهفِ يا عربُ

الحرف المنسي ابراهيم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق