الخميس، 5 مارس 2020

بقلم محمد الفضيل جقاوة. رقصة الدّجال

رقصة الدّجال

.

بائس هذا المساء ..

يجرع الحزن كؤوسا

و يساقيني ..

على وقع الكلوم المعدمات

و جراحات دمشق كجراحي ..

موجعات نازفاتْ ..

لم يعد للحب أواه حمامات

تغنّي ألف موّال

و تحيي الدّفء

في ليلات شوقي الساهرات ..

ها دمشق تجرع الأوجاع مثلي

و على آهاتها يرقص دجّال لعينْ

يلبس الإسلام ثوبا و عقالا

و بأعماقه يغلي الكفر غلاًّ

من عقود غابرات و سنين

و أنا وحدي كتمثال بليد

حدّق الصّحب إليّ

غير إنّي ذاهل عنّي

و عن كوني الموشى بضباب و هموم

غارق في بحر ذكرى

قد توارتْ

استعيد الشوق مهموسا طريّا

ثملت منه عذارى الكلمات ..

كنتُ يا أنتِ و ربّي

زاهدا يتلو الرسالات مزامير

و يسمو هاربا منه

إلى عينيك زلفى

يمتطي الشوق حصانا عربيّا

يقهر الهجر

و تلك الأكمات الحائلات ..

طعنة صمّاء قد أدمتْ فؤادي

بنصال تشرب السّم نقيعا

في الليالي الغادرات

ها فؤادي كدمشق غارق في العتمات

جاءني الواشي بقول

مزّق القلب سقاما

و شوى الأضلاع

في نار السموم المرجفاتْ

زرع الشّك بأعماقي سهوبا

و تولّى

يمتطي الظّلمة غولا

فرحا بالنصر في يوم الممات

ذبح الواشي دمشق

و امتطى الظلمة ـ أواه ـ يعبّ الخمر

نخب الغدر في ليل  بغايا  و مجون ..

آه من غلّ القلوب الصادئات

آه من هجر حبيب

لا يبالي بدموعي الهاتنات

ليتني أرحل عن نفسي

و عن بعض الوجوه الكالحات

ليتني أغرس قلبا غير قلبي

في ضلوعي المنهكاتْ

ليتني أصبح يا أنت خرابا دون نبض

فأريح الكون منّي

من عذاباتي و دمعي

من نصال الرّيب

و الشّوق لعينيك

من الهجر الذي أودى بصبّ

من طعان سدّدتها ليّ أحلى الفاتناتْ

.

بقلم محمد الفضيل جقاوة

10/02/2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق