الأحد، 12 أبريل 2020

مشاتل حلم /بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي

🌱مَشاتِلُ حُلمٍ🌱

إذَا الأوجَاعُ ضَخَّتْني اِلْتِیَاعَا
وعَتْمُ اللّیلِ قد صَفعَ الشُّعاعَا
و غَاضَ الفَیْضُ في ثَدْيِ القوافِي
و رَاحَ العُقْمُ یَغْتالُ الیَرَاعا
و کأسُ الیَأسِ تُهْرِقُ أُمْنِیاتي
بأجْرافِ الرَّدَی قاعًا فَقاعَا
و کَفُّ الجَوْرِ في الأوطَانِ تَفرِي
بِسِکّینِ مِن الجَمْرِ الجِیَاعَا
فَلا تَحْسَبْ صَهیلِي باتَ صَمتًا
و لا تحْسَبْ لَهیبي قَدْ تداعَی
و ضَاع بهُوّة الإمْحالِ صَوْتي
و قد سَلَبَ الصّدَی مِنِّي السَّماعَا

فَأنتَ إذا تَراني الیَوْمَ ثَمْلَی
بِیَأسٍ ضَخَّ فِي حَرفِي صُدَاعَا
وحُلْمِي دُونَهُ أسوَارُ شَوکٍ
وعَجزي یَعْتلِي فَوْقِي تِلاعَا
و یُطْبِقُ فَکَّهُ لیلُ الماؔسِي
و یَمْضُغُني و یَنْهشُني سِباعَا
أقُولُ بِرغْم سُقمٍ لفَّ عَظمِي
و عُقمٍ قَد لوَی مِنّي الذِّراعَا:

"سَأُسْرِجُ صَهْوةً من لهْبِ عِشْقي
و أرْکَبُ ریحَ أحلامِي شِراعَا
أجَذِّفُ فِي عُبابِ الشِّعرِ جَذْلَی
و أسْبَحُ في المَدَی نُورًا مُشَاعَا
و أشْحَذُ مُدْیةَ الإبْداعِ نَصلًا
صَقيلًا یَنْزعُ الشّوکَ انتِزاعَا
و أجْعلُ حَرْفيَ المحْمُومَ سَیْفِي
یَجزُّ وَریدَ مَن باعَ الیَراعَا
و حِبْرَ یَراعتي عِطْرِي و مُزْنِي
یُرَوِّي جَدبَ مَنْ سُلبُوا الضِّیَاعَا

سَأنْقعُ کِلْمتِي في مَاءِ جَمْري
لأُلْهبَ جَمْر مَن صَمَتَ انصِیاعَا
و أغْرِسُ مَشْتلَ الأحلامِ فیهِ
لیُنْبِتَ باللّظَی بوْحًا مُذاعَا
وأحْلُمَ بالأمانِي دانِیَاتٍ
و أبْحثَ عَن رُبُوعٍ لنْ تُباعَا
و عَنْ حُريّةٍ تهْفُو عَرُوسًا
و قَد نزَعَتْ عَن الحُسْنِ القِناعَا
بأوْطانٍ بِدَرْبِ العَدْلِ تَحْسُو
رَحیقَ سَلامِها وصْلًا جِمَاعَا

سَأکْتبُ سِیرَةَ الوَطنِ المُسَجَّی
عَلَی رُصُفِ المَهانةِ لا یُراعَی
و أکتُبُ سِیرةَ الحُبِّ المُصَفّی
بسِفْرِ العشقِ غَضًّا مُسْتَطاعَا
و أرْسُمُ في المَدَی أقْواسَ نُورٍ
و لَوْنَ العتْمِ یَنْقشِعُ انْقِشاعَا
لأنْقِذَ صَبْوَةَ العُشّاقِ فِینا
من الغَدرِ الّذِي أسرَى و شَاعَا
و أغْسِلَ لَوْثةَ الأوْطانِ طُهْرًا
بِلَیلٍ من قذًى یَهْمي خِدَاعَا
و مَن يَقْتاتُ مِن لَحمِ اليَتامَى
أكِيلُ لهُ الرَّدَى صَاعًا فصَاعَا
لَعَلِّي ذَاتَ سِلْمٍ مِن رَبِيعٍ
أرَى وَطَنِي يُعَمِّدُني شُعَاعَا
أرَى عَدلًا عَلى عَرْشِ الكَراسِي
يَكِيلُ لظًى لِمَنْ سَرَقَ الصُّوَاعَا

تَعَالَوا نَمْتَطِ الأشعَارَ صَهوًا
و نَفتَحْ للأعَاصِيرِ الشِّرَاعَا
و لا تَخشَوْا على نَبْضِي نُضُوبًا
فعِذْقي لَا ولَن يَخْشَى اقتِلَاعَا

أنا أُنْثَى القَوافِي و الأقَاصِي
أشِيدُ عَلَى ذُرَى شِعرِي قِلاعَا
و لا أَبْغِي بِفَيْءِ الشِّعرِ جاهًا
و لا أبْغِي بدَرْبِ المَالِ باعَا
عَلى بَوّابةِ الأشْواقِ أسْرِي
و عِشقِي قَد سَقَى مِنِّي النُّخَاعَا
أنا العَنقاءُ هَبَّتْ مِن رَمادٍ
تُحَلّقُ فِي الذُّرَى سِرًّا مُذاعَا
أنَا عَشتَارُ تَجمَعُ في سِلَالٍ
زُهُورَ الحُبِّ تَنْثُرُها شُعاعَا
و يُنْبِتُ نَعلُها البَرَّاقُ عُشبًا
خَصِيبًا يَرْضَعُ النُّورَ المُشَاعَا
ليَنْتَعشَ الرَّبيعُ على ضِفَافٍ
مِن الأشْذَاءِ تَفتَرِشُ البِقَاعَا

مَتَى أغْفُو عَلَى زِنْدِ القَوَافِي
بِمَهْدِ الحُبِّ أحتَضِنُ اليَراعَا
و قد سَكَنَ السَّلامُ شِغافَ نَبضِي
وعِطرُ الحُبّ في الأوطان ضَاعَا *
عَلَى تَرْنِيمةِ الأشواقِ أهفُو
و حَرْفي في المَدَى يَسرِي شِراعَا

فلَولَا الشَّوقُ مَا دَرَّتْ حُرُوفي
و مَا شِعرِي بِبَوْحِ العِشقِ ذَاعَا .

*ضاع=فاح

(سعیدة باش طبجي۔تونس)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق