أَلا يَا نَسِيمَ الوُدِّ
========
أُنَـادِي وَ قَـلْـبِي بَاتَ بِالجُـرْحِ نَـائِـيَـا
وَ حَسْبُ فُـؤَادٍ أَنْ يَرَى البُعْدَ شَافِـيَـا
وَ أَتْـرَعْتُ كـَأْساً بِالشُّـجُونِ تَعَـتَّـقَـتْ
أَطُـوفُ الفَـيَافِي وَ ادِّكَـارِي وَرَائِـيَـا
لَـيَالٍ وَ سُـهْـدِي يُغْرِقَ الوَجْدُ طَرْفُـهُ
وَ عَيْنِي عِنْ الإِغـْمَاضِ تَحْيَا التَّـجَافِـيَا
أُنَـاجِي وَ أُفْقِي بَـيْنَ كَرْبٍ وَ حَسْـرَةٍ
وَ أَعْـزِفُ لـَحْـنَـا بَاتَ بِالقَـلْبِ ثَـاوِيَـا
أَلا يَـا نَـسِيمَ الـوُدِّ لَوْ زُرْتَ أَيْـكَـتِـي
فَـبَـلِّغْ سَلامِي مَنْ يَعِيشُ التَّـنـَاسِيَـا
فَـتِلْـكَ رِيَـاضِي نُـكِّسَتْ فِي رَبِـيعِهَـا
وَ زَهْرِي عَلى الأَغْصَانِ قَدْ مَالَ طَاوِيَا
وَ بَـدْرِي أَلِـيفُ الحُـبِّ يَـزْوَرُّ جَـانِـبَـا
وَ يَـحْجُبُ عَـنِّي مَا يُـضِيئُ شُعَـاعِـيَـا
هُـنَـالِكَ صَوْتُ النَّـايِ يَتْـلُو مَعـَازِفِي
يُـرَتِّـلُ أَشْـجَـانِي وَ يُحْـيِي وَفَـائِـيَـا
وَ يُرْسِلُ هَمْسَ الرُّوحِ وَ اللَّيلُ شَاهِدٌ
وَ يَـفْـتَـحُ تِهْـيَـاماً بِطَـيْفِ احْـتِـوائِيَـا
بِفَـيْضٍ مِنَ التَّـحْـنَانِ يَقْـتَاتُ خَافـِقِي
وَ رَجْعُ صَدَى الذِّكْرَى يَـؤُزُّ الـنَّـوَاحِيَا
فَفِي كُـلِّ رُكْنٍ تَعْـتَرِي القَلْبَ حـَالَـةٌ
هُـنَـا قَدْ جَـلَسْنَـا وَ الصَّفَـاءُ رِدَائِـيَـا
هُـنَا قَـدْ ضَحِكْـنـَا قَدْ لَهَوْنَـا بِفَـرْحَـةٍ
هُنَـا قَدْ سَمِعْنَـا النَّبْضَ كَالطَّبْلِ دَاوِيَا
هُـنَا قَـدْ نَظَرْنَـا وَ العُـيُونُ تَـبَسـَّمَتْ
هُنَـا قَدْ تَلاقَى الكَفُّ يَـرْوِي قِفَـارِيَـا
هُنَا أَوْ هـُنَاكَ الطَّيْفُ يَـأْتِي يَـزُورُنِي
وَ يُـبْـهِجُ قَـلْـباً بَـاتَ لِلطـَّيْفِ رَاجِـيَـا
تَـنَاءَتْ رُسُومُ الذِّكْرِ فَالكـَوْنُ مُمْـحِـلٌ
تَـصَحَّـرَ ذِكْـرٌ كَـانَ لِـلرَّوْضِ سَـاقِـيَـا
وَ هَـاجَرَ طَـيْـرٌ عَـنْ رِيَـاضٍ تَـبَـلَّـدَتْ
وَ خَـيَّـمَ لَفْحٌ كَـمْ مَـحـَا لِي ظِـلالِـيَـا
فَـلَوْ أَدْمَعَتْ عَـيْنِي لِخَفَّتْ مُصِيـبَـتِي
وَ لَـكِنَّ لِي رُوحاً تَـرَى الدَّمْـعَ عَارِيَـا
فَـأَكْبِتُ شَجْوِي بَـيْنَ قَـلْبِي وَ عِلَّـتِي
وَ أَبْـدُو قَوِيَّ الرُّوحِ وَ القَـلْبُ بَـالِـيَـا
فَفِي القَـلْبِ أَوْهَـامٌ وَ نَـوْحٌ وَ لَوْعَـةٌ
وَ فِـي الوَجْـهِ إِبْـهَـاجٌ لِمَنْ قَدْ رَأَنِـيَـا
أَحِـنُّ لأيَّـامِ الـشَّـبَابِ وَ قَـدْ مَـضَـتْ
و أَذْكُـرُ عَهْداً بَـاتَ يَشْـكُو اِنْـزِوَائِـيَـا
فَـلا تَـعْــذِلانِـي إِنْ تَـذَكَّــرْتُ وُدّهَـا
وَ لا تُـنْـكِـرَانِي إِنْ حَـيِيتُ المَـرَاثِـيَـا
وَ إِنِّي عَـلَى اﻷَوْجَاعِ بُـثَّتْ صَبَـابَـتِي
وَ أَرْسُـمُ لَـوْحَـاتٍ أَرَاهَــا دَوَائِــيَــا
فَشِعْرِي وَ عُمْرِي و الجِرَاحُ تَشَابَـكُوا
كَـأَمْوَاجِ بَـحْرٍ قَـدْ دَقَـقْنَ الـرَّوَاسِيَـا
أَسِـيـرٌ عَـلَـى الأَيَّـامِ يَـحْـيَـا أُوَارَهَـا
وَ يَـزْفُرُ خَفْقَ القَـلْبِ و الدَّمْـعَ قَـانِيَا
أُعَـالِجُ أَوْجَـاعِي فَـأَمْـحُو شُقُـوقَـهَـا
بِمَـا قَـدْ تَـبَـقَّىَ مِنْ رَحِـيقِ اِدْكَـارِيَـا
رَضِـيـتُ بِـحُـكْـمِ اللهِ فِـي كُلِّ حَـالَـةٍ
بِهِ الرُّوحُ تَعْلُو فِي رُبُـوعِ اِبْـتِـهَالِـيَـا
فَكُنْ لِي إِلَـهَ الكَـوْنِ نَـوراً وَ رَحْـمَـةً
وَ رَطِّـبْ لِيَ الأَنْـفَاسُ وَ ارْحَمْ لِقَـائِيَا
=======
عارف عاصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق