السبت، 30 مايو 2020

1يَا حادِياً لِلشِّعر ِ من مُتَرَدَّمِ/بقلم الشاعر سعود أبو معيلش

قال عنتره:رد على معلقتي يا شاعر البيداء..فاجبت أبشر يا عنتره..فانشدت:
1يَا حادِياً لِلشِّعر ِ من مُتَرَدَّمِ
أَوَهلْ سَمِعتَ بِنادِباتٍ أُيَّمِ

2 أَرأَيتَها فجرا بغَزَّة ِ هاشِمٍ
فِيْ يَوْمِ حَرْبٍ كالحصاد بموسَمِ

3 أَوَهَلْ بَكَيت الدَّارَ مثلِيَ حجةً
حتَّى أَسَحَّ الطَّرْفُ مَاء َ العَندَمِ

4هَل ْ نام َ عَنتَرَة ٌ بملء جُفونهِ
وَقَنابِلُ الفُسفورِ تَشْرَب مِن دَمي

5أَمْ هَلْ نَبا السَّيفُ الضَّروس لِعَنتَرٍ
أَم ظَلَّ مَجداً لِلتُّراثِ اﻷَقدَمِ

6وَكَتَبْتُ شِعْري والقَذائِفُ في السَّما
مثلُ النَّيازِكِ مِنْ فضاء مُظلِمِ

7 وكَأنها البركان يقذف باللظى
حممٌ أتت من كُلِّ صَوْبٍ مُبْهَمِ

8قتلوا الرَّضيعَ وما أتَمَّ فطامه
والدَّّارُ لَجَّتْ في المساء بمأتِمِ

9والكون أبدى في الجبينِ تَمَعُّراً
مُتَألِّماً من قُبحِ      فِعلِ المُجرِمِ

1وتجمع الأطفال  في دارٍ خَوتْ
في ركنةٍ للبيتِ    إن لم    تُهدَمِ

11وهناكَ لِلفتيانِ سيفٌ  صارِمٌ
قَصَصَاً  منَ     الأنفاقِ    للمُتَلَثّمِ

12لمَّا أتوا للنذل من تحت  الثرى 
صار العدوُّ    بقولهِ    كالأبكمِ

13والعُْربُ تَشجُبُ باللِّسان وتَكتَفي
وَتَبَجَّحَتْ مناً بِجودِ الدِّرهَمِ

14ظنُّوا الحُروبَ رِهانُ خَيلٍ سابقتْ
وترى التَّشَدُّقَ والتِّنَطُّعَ بالفَمِ

15نادَيتُ دَهراً ما أُجِبتُ بسامعٍ
حتى ضَربتُ بأخرَسٍ مُتَكَلِّمِ

16 منهُ الرَّصاصُ مَعَ اللَّهيب  كلامُهُ
وَعَلى اليمينِ لهُ الفوارِغُ ترتَمي

17 لولا (الكلاشنكوف) لَمْ تَهَبِ العِدا
ليسَ العدُّو أمامَهُ بَمُحَرَّمِ

18إني رأيتُ الرمي يُفحِمُ في العِدا
ولأنَّهُ كالعالمِ المُتَعَلِّمِ

19روحي على كَفِّي لأجلكِ أمتي
روحي فِداكِ رَهَنتُها كي تَسْلمي

20 وَيَجُولُ في خَلَدي سُؤَالٌ عارض
هل تقت عَبلُ  لعاشِق مُتَأَلِّمِ

21 فوق الثُّريا دار عبلة ذكرُها 
ولقدْ علتْ فوق َالنجوم بِسُلَّم

22 إني أُسائِلُ والدموُع ُهوامٌل
هيَّا أصدقيني القولَ يا ابنة  مِحزَمِ

23 أَتظنِّني عن شعرِ عنترَ عاجزا
لا تزدري عيشَ الفتى بِمُخيمِ

24  ليثٌ إذا جار الزمانُ مزمجرٌ
والشِّعرُ مني كالرَّصين اﻷقدمِ

25  سأقولُ شِعراً والقريضُ كأَّنهُ
من نظمِ عبسٍ للفصيحِ الملهَمِ

26 إنِّي برُمحي فوقَ سرجي سابحٌ
أسقيتُ رَحلي قبلَ سَرجي من دَمِ

27 خرج المسربلُ بالحديدِ مبارزاً
يعدو إليَّ على جوادٍ أدهمِ

28 واستلَّ سيفاً كالسَّجنجلِ لامعاً
متلاعباً في رمحهِ لم يسأمِ

29 بَعثوا بِأَعتى الُجنْدِ لي مُتَهَجِّماً
وكصخرةٍ بتدحرج ٍوتَرَدُّمِ

30 وكأَنَّه ُغول ٌيطارد ُصيدَه ُ
والرأسُ اعلى الصَّدر رأسُ الضَّيغمِ

31 فَرَدَ اليَديْن كَما الجَناحِ وإنَّهُ
بالرُّمحِ فَوْقَ السَّرْج مثل القَشعَمِ

32 وَرَأيْتُ مَوْجَ المَوْتِ في لَطَمَاتِهِ
ما بَيْنَها    بِتَهَجُّمٍ          وَتَجَهُّمِ

33قَدْ ظَنَّ أنِّيَ مَنْ يُوَلِّيَ مُدبِراً
مُتَأكِّداً    بِتَهَكُّمٍ          وَتَبَسُّمِ

34كَبَّرْتُ بِاسمِ الله ثُمَّ حَمَدْتُهُ
فَبدى بِوَجهٍ كَالعَجوزِ    بِمأتِمِ

35 قَدْ ﻻحَ سَيفًا مُحْصَناً في دِرعِهِ
فَبَتَرْتُ   مِنهُ     يَمينَهُ    للمِعْصَمِ

36  لَمَّا دَنا وَطَعَنْتُهُ في   نَحْرِهِ
فَتَحَشْرَجَتْ أَنفاسُهُ    تحت   الفَم

37 شَخَصَتْ  عُيونُهُ للسَّّماءِ بِنَظرَةٍ
أسنانُهُ بَرَزَت لِغَيرِ تَبَسُّمِ

38 دَهْدَيتُ مِنهُ الرَّأسَ عَنْ أكتافِهِ 
وَشَقَقْتُهُ نِصفَيْنِ   حَتَّى  الْمِحزَمِ

39فَغَدا المُهابُ على الرِّمال مُزَبِّداً
وُمُتَمْتِماً  بِمَقالَة لمْ     تُفهَم

40وََتشَتَّتَ الاجْنادُ بَعدَ هُمُـودِهِ
أَمسَتْ فَرَاشاً حائراً بِتَوَهُّـمِ

41دارَ الرَّحا وبِساحِ يومِ كريهةٍ
تَركوا الكراعَ  بأرضِهِ للمَغنَمِ

42طاعنتُهُمْ حتى تَمَزَّقَ مِحجَني
أمسى عزيزُ القومِ لي بِمُذَمَّمِ

43أو يافِعٌ ألقى إلَيَّ سِﻻحـــَهُ
يَحبوْ أمامِيَ مِثلَ فَرْْخِ الغَيْلَمِ

44أَعْتَقْتُهُ لِلّه ثُــــمَّ لأُمِّــــهِ
لَيْسَ الكَريمُ بِقاتِلِ المُسْتَسْلِمِ

45فانْحازَ خَلْفِيَ في العَجاجِ مُراوِغاً
حَتَّى ظَنَنْتُ الجَمْرَ أَحْرَقَ أَعْظُمي

46وَنَظَرْتُ خَلْفِيَ لِلْخَؤونِ إذا بِهِ
بِالْخَنجَرِ المَسمُوم ِيَرْعَفُ من دَمي

47فَشَرَعْتُ سَيفيَ في السَّماءِ مُكَبِّراً
حتَّى ثَبَتُّ بِوقفَةِ المُسْتَحْكــــــِمِ

48لَمَّا رَآنيْ مثلُ لَيثٍ مُحنِقً
عُقِدَ اللِّسانُ مُتأتِئاً كَاﻷبْكَمِ

49ألَقى بِخِنْجَرهِِ المُلَطَّخِ جانِِبــاً
عَزَّ المَناصُ لَهُ بِأمْرٍ مُبـــــــْرَم

50فَقَطَعْتُ عَهداً لَنْ أَرِقَّ لِخائِـــن ٍ
 وأَجُزَّ نَحْرَ الخادِعِ المُستَلئِــــمِ

51قُشِعَ القُتامُ ولِلْوَطيسِ لَجاجَــةً
فَرَّ العَدُوُّ بِجَيْشِهِ الْمُتَحَطــــِّمِ

52وَأتَى جَوادِيَ راقِلاً وَكَأَنَّــــــهُ
يَبكي عَلَيَّ بِحَسْرَةٍ وتَحَمْحــــُمِ

53لَماَّ رَآني بالعَجاجِ مُعَفَّــــــراً
وأبا المَعامِعِ بِالحِرابِ مُكَــدَّمِ

54وَالْمَتْنُ يَدْمي كالْغَديرِ ٍنَزيْفُهُ كَانتْ شِفَاءً مثل طِبٍّ بَلْسَمِ

55 لا َتَصْنَعَنَّ مَعَ الِّلئامِ جَمَائـــِﻻً  
 تَجْنيْ اﻹِسَاءَةَ بِالجَمِيْلِ وتَنْدَمِ 
 
56من يَرْهَب المَوْتُ الزؤامُ يَنشْ بهِ 
لَوْ كان في قاعِ القَليبِ الْمُعْتِمِ

57 ﻻَ تُبْقِ جُبَّكَ لِﻷَراقِمِ مَسْكَنــاً 
فالْمَوْتُ خَتْﻻً في نُيُوبِ اﻷرْقَمِ

58ﻻ تَرْجُ مِن أيدي الشَّحيحِ مَكَارِماً
 مَنْ عاشَ دَهْراً عابِداً لِلدِّرْهَمِ

59 لاتسق كَأساً لِلحقود حَﻻوَةً
 يُسْقيكَ كَأساً طَعمَهُ كَالْعَلْقَمِ

60وَدَعِ المجالِسَ لَوْ يَطيبُ بِها الهَوى
 إنْ كانَ فيها الضَّيفُ لَيْسَ بِمُكْرَمِ

61وإذا صلاح الدينِ أدبر عهدهُ
فنساؤنا تلِدُ الغداة بتوأمِ

62وَهُناكَ مَنْ لِلْظُّلْمِ صارَ مُفَوَّهاً
لِلْحَقِّ يُمسي كَالضَّريرِ الأبْكَم

63وَالبَعْضُ يقطر بِالِّلسانِ حَﻻوَةً  
أنْكى فِعاﻻً مِنْ فِعالِ المُجْرِمِ

64وَمُصيبَتي بِصَداقَةٍ بَِتَمَلُّـــقٍ
 لأَشَدُّ لي من مُبْغِضٍ بِتَجَهـــُّمِ

65إنَّي سَئِمْتُ العِشقَ تَبَّاً لِلْهــَوى
 إن ْجاسَ جًَيْشُ الظَّلْمِ دار المُسلِمِ

66 والكُلُّ يعرضُ بالسِّلاح ِمُفَاخراٍ
ما كُلُّ منْ أبدى النُّيوبَ بِضَيْغَمِ

67روحي مُناها في لقاءٍ فَيصَلٍ
أمضي بِجَيشٍ للغُزاةِ عَرَمرَمِ

68ََِتَقضي السُّيوفُ منَ النُّحورِ مَراَمها
منْ داسَ يوماً في الدِّيارِ بِمَنسِمِ

69 الغاصبينَ الأرضَ أياماً خلتْ
ُظُلمٌ عَوانٌ أمرُهُ لمْ يُحْسَمِ

70 التَّاركينَ الحرَّ عبداً يُشتَرى
الجَاعلين َالشَّهدَ مُرَّ المَطعَمِ

71 النَّاهِبينَ الدَّار من أَهلٍ لَها
الخائِنينَ العَهْدَ خوْنَ الأَرْقَمِ

72 من شَرِّهِمَْ دارُ العَشيرَةِ في الأَذى
حُذَِيتْ بِعطرٍ منْ زُجَاجَةِ مَنْشَمِ

73 والمَجدُ لا يَأتيكَ  إلَّا عُنْوةً
بالسَّيرِ في طُرُقِ الَّلهيبِ المُضْرَمِ

74 وإذا يَظَلُّ السَّيفُ مَغْمُوداً فَما
نَفْعُ التَّنَطُّع  والتجعجع بِالفَمِ

75 والمَوتُ كمْ يُسقى بغيرِ كَريهةٍ
إن كانَ عيشُكَ كالشَّحيحِ المُعْدَمِ

76 والنَّصرُ لا يأتي لِخُنٍّ خَانِعٍ
مثلُ النَّعامةِ والظَّليمِ الَأْصلَمِ

77 وَتَحاشُدٌُ ضِدِّي بكُلِِّ عَقَارِبٍ
وَمن ابنِ عَمٍّ لي وآخَرَ أعْجَمِي

78 وتقاسُمُ الغَدراتِ حِبكُ مُنجمٍ
وبظهريَّ الأقرابُ تَرْمي أسْهُمي

79 لَكنَّني يومُ الوقِيعةِ والوَغَى
كالجنِّ يَسْكنُ في غُرابٍ أَسْحَمِ

80 اللهُ أكْبرُ يا ضَياِغمَ يَعْرُبٍ
للقدسِ قومي وازأري َوتَقدَّمي

81 هُبي ديار العربِ هبةَ جهبذٍ
هيَّا لدحر الظُلمِ لا تستسلمِ

82ولئِنْ رَفَعْتِ الرَّايةَ البَيضاءَ لنْ
ُُتُرضي الغُزاةَ ولا أَراكِ سَتسْلمي

83 الدِّينُ  رأسٌ والجِهادُ سَنامُهُ
قَولُ الرَّسولِ منَ الزَّمانِ الأَقْدَمِ

84 لا تَشْرَبي كأسَ المرارِ بِذِلَّةٍ
قُومي اشرَبي من كأسِ عزٍّ  زَمزَمِ

85 واشهِرْ حَُسَامَكَ في مُلاقاة العِدا
فالمجدُ في حدِّ الحُسامِ المُحْكَم...

للشاعر  سعود أبو معليشِ


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق