قالوا هوَ العيد قلنا هل نصدّقهم
فالعيد حبٌّ وأرحامٌ وأفراحُ
العيد مرحمةٌ فينا ومأثرةٌ
فيه القلوبُ لنبع الحبَّ اقداح
لكنّهُ اليومَ أرحامٌ مقطّعةٌ
والحقدُ والجهلُ أجنادٌ وأشباحُ
لم يبقَ من عيدنا الّا الحنينُ لهُ
فكم جسوومٍ بهِ دُكّتْ وأرواحُ
ألمْ تروا ما بارضِ العربِ من فِتَنٍ
أورى اللهيبَ بها غِرٌّ وسفّاحُ
وكم بيوتٍ خلت من أهلها فبَدَتْ
أطلالَ جُرمٍ ومنها الموت فوّاحُ
قامت على كلِّ بيتٍ دُكَّ نائحةٌ
كأنّما العُرْبُ نُدّابٌ ونُوّاحُ
كانوا أشدَّ انتقاماً في اقتتالِهِمُ
أبطالُ حقدٍ بهم قد ضجّتِ السّاحُ
هل يصدقُ العيدُ في قومٍ تلاقفَهُم
جهلٌ وذُلٌّ وحقدٌ أينما راحوا
يقامرون بأحلامِ الطفولةِ بلْ
ما فيهمُ عن حياضِ العِرضِ نفّاحُ
يا أمّةً وغُرابُ البينِ رائدُها
للنائبات ، فمن في الناسِ مرتاحُ؟
في كلّ قُطرٍ دموعُ الحُزنِ دافقةٌ
تعانق الجرحَ ، والأيّامُ أتراحُ
وجُلُّهم حين يرجو النّاسُ عونهمُ
مغلاقُ خيرٍ ، لبابِ الشّرِّ مفتاحُ
هل تدركون دواعي البؤسِ بينكمُ
أم باتَ يعوزُكم للحالِ شُرّاحُ
لنتُم لغاصبِ حقٍّ في تخاذلكُم
وصاحبُ القرنِ في الآفاقِ سوّاحُ
من جرّدَ العيدَ من أجواءِ بهجتهِ
إلّا ظلومٌ بداءِ الحقدِ نضّاحُ
عمّ الفسادُ فلا يُرجى صلاحُهمُ
ما دامَ يحكمُ تلمودٌ وألواحُ
سيُدركُ الجيلُ يوماً ثأرَ عِزّتهِ
ويرجعُ العيدُ والألامُ تنداحُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق