الثلاثاء، 26 مايو 2020

قصيدة بعنوان : عيدي هنا أهديها إلى أمَّهات الشّهداء في العيد. ريحانة الشام : مريم كباش

** قصيدة بعنوان : عيدي هنا

أهديها إلى أمَّهات الشّهداء في العيد

--------------

عن فرحةِ الأعياد قلبي مُقفَلُ

ماعدتُ أعرفها أيامَنْ تَسأَلُ

ضَنَّ الصَّفاءُ على فؤادي بالهنا

من كأسِ فَقْدِكَ والمواجع أنهلُ

مُذْ غابَ صوتُكَ - ياحبيبي- لم أعد

ألقى السَّعادةَ أو بِعِيْدٍ أحفلُ

كم أبهجَ الماضي الجميلُ قلوبَنا !

والعيدُ ياولدي بقربك أجملُ

مازالَ صوتُكَ دافقاً في خافقي

والرُّوحُ تُبصرُ ماتقولُ وتفعلُ

مازلتُ أذكر كلّ عيدِ قد أتى

مُذ كنتَ طفلاً من حناني تنهلُ

وتقولُ : ضُمِّيني لحضنك أرتوي

من عطف قلبك, لليدين أُقَبِّلُ

في العيد وجهكَ ضاحكٌ مستبشرٌ

وأنا بمرآكَ البهيِّ أُكَحَّلُ

أينَ الذي قد كان ملء حياتنا ؟

ويظلُّ في بيتي هنا يتنقَّلُ

ياويحَ قلبي بتُّ أجرعُ غصَّتي

واليوم روحي بعدَ فقدِكَ تُقتَلُ

شَجَنٌ يُعَشِّشُ بالشَّقَا بحشاشتي

وجحيم حزني فوق ماتتخيَّلُ

لا تسألوا مالونُ عيدي بعده ؟

كالظُّلمة السّوداءِ بل هي أَليَلُ

ياقلبَ أُمِّكَ - ياحبيبي - إنَّها

طعمُ اللَّيَالي في بُعادك حَنْظَلُ

تَبَّتْ أيادي الغدرِ كم فَتَكَتْ بنا !

بسلاسلِ البؤسِ الكبيرِ أُكَبَّلُ

لا عيد عندي مُذ رحلتَ إلى السَّما

ودموع عيني مثل قَطرٍ تهطلُ

يامَنْ على دَرَجِ الشَّهادةِ ترتقي

إنِّي رأيتك في جنانك ترفلُ

أَيُلامُ صَبٌّ باع روحه للفِدا ؟

مَنْ يعشق الأوطان لا لا يُعذَلُ

فاقطفْ بما رَوَّيْتَ تُربكَ من دِمَا

عزَّاً ومجداً بالفخار تُكَلَّلُ

ولدي .. أنا والعيد نشرب دمعنا

والقهر سكينٌ بقلبي تعملُ

فيردُّ من عالي السَّماء ببسمةٍ

ويقول : إنِّي في الجنان لأفضلُ

رحمات ربِّي للشَّهيد عظيمةٌ

ولنا من الأجر العظيم الأجملُ

طوبى لمن نال الشّهادة مؤمناً

فله الفضائل والنَّعيمُ مُحَلَّلُ

فمنازل الشُّهداء أعلى رتبةً

ولهم من الأجر العظيم الأكملُ

------------

البحر الكامل

ريحانة الشام : مريم كباش

تحياتي ومحبتي وتقديري لأمهات الشهداء في العيد

كل عام وأنتن بألف خير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق