الاثنين، 25 مايو 2020

نهاية الكلام /بقلم الشاعر مصطفى كردي

نهاية الكلام

درسَ الكلامَ فصارَ من نُظّارهِ
ومشى الغَرورُ يَميسُ في أنصارهِ

وكأنّهُ بلغَ النهايةَ في العُلى
وكأنّما العلياءُ تحتَ دِثارهِ

وبدا لهُ أنّ اللُّزومَ يقودهُ
ليقولَ قولًا شَذَّ في أفكارهِ

فاختارَ في النَّقدِ التّصوفَ وِجهةً
واختصَّ أهلَ اللهِ في إنكارهِ

وأتى إلى الشِيخِ الذي دانت لهُ
أهلُ القلوبِ تذوقُ من أسرارهِ

وتَقَحّمَ الغِرُّ الطّويلُ بظلِّهِ
فتحَ الفُتوحِ فطارَ من أطوارهِ

ورأى العجائبَ في ديارِ حقائقٍ
فالفكرُ طاشَ ولم يَعُد لديارهِ

ظهرَ الجَهولُ لنفسهِ ولأهلهِ
رَغِمَ الكلامُ وكان من أحبارهِ

لكنّهُ بدلَ السؤالِ لجهلهِ
سوّى الحماقةَ سائقًا لقرارهِ

فسعى يجادلُ عَلَّهُ بجدالهِ
يقضي لهُ ما فاتَ من أوطارهِ

وأتى بقولٍ لم يقلْهُ ذوو الهدى
بل لم يَدُر في بالِهم لمَرارهِ

أنّ الإمامَ إمامَ أهلِ اللهِ قد
مرجَ المثالبَ في فتوحِ بحارهِ

وبأنّهُ جعلَ الوجودَ موحّدًا
فالحقُّ خلقٌ جلَّ عن أغيارهِ

والشيخُ وَحَّدَ من يقومُ بذاتهِ
ونفى وجودَ الحقِّ عن آثارهِ

واللهُ قيّومٌ لمَن هو دونهُ
فاشهد بسِرِّكَ شمسَ نورِ نهارهِ

والحقُّ يُدني من يشاءُ بكَشفهِ
فيراهُ سِرُّ العبدِ خلفَ عِذارهِ

ولذاكَ أهلُ اللهِ قاموا نُصرةً
ردّوا الدَّعيَّ و قد دعا لصَغارهِ

جاءَ الغبيُّ على حمارٍ أعرجٍ
وقفَ الحمارُ فلو صغى لحمارهِ

وحباهُ أهلُ الفهمِ ممّا لو سعى
في جمعهِ لجلا شنيعَ عُوارهِ

لكنّهُ بدلَ التّواضعِ زادَنا
كِبرًا على كِبرٍ بطولِ حِوارهِ

فالحقُّ ما قالَ الدَّعيُّ وفكرهُ
لَهُوَ الصحيحُ برغمِ نُصحِ كِبارهِ

مالم يوافقْ ما يراهُ فلا يرا
هُ بكِبرهِ والكِبرُ سِرُّ خَسارهِ

ولأنّهُ عادى وليًّا صالحًا
ذاقَ الوبالَ بكَسبهِ وجِرارهِ

والحقُّ ينصرُ أهلَهُ ويُذيقُ من
أخزاهمُ بالويلِ من أقدارهِ

مصطفى كردي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق