الأربعاء، 27 مايو 2020

د فواز عبدالرحمن البشير. عيد وبعد

عيد  وبعد 

البعدُ أجهضَ أحلامي وبدَّدها
كأنها وردةٌ في قلبِ إعصار ِ

والعيدُ يزحفُ فوقَ الجرحِ ينكؤه ُ
والقلبُ أصبحَ كالمكويِّ بالنارِ 

فلا الأحبَّةُ حولي كي أسامرَهم 
ولا أراهم معي يسعونَ في الدارِ 

حَتَّام يا دهرُ لا أحظى بصحبتِهم
ولا تهدهدُهم في الليلِ أشعاري 

حتَّام أبقى بلا أهلٍ ولا سكنٍ 
ولا تؤانسني في العيد ِ أطياري

كأنَّ عيني وقد غابت مناظرُهم 
رمداءُ صيبت ببؤسٍ أو بعوارِ

ما العيدُ إلا لمن في الأهلِ مسكنهُ 
ولو تبدّى بثوبِ المدنفِ العاري 

العيدُ بحر ُ سرورٍ ليسَ يمخرهُ 
إلا مقيمٌ بلا هم ٍّوأكدار ِ

كأنَّ نفسي  وقد غابوا مسربلةٌ
والأرضُ قاحلةٌ مادت بإقفار ِ

فكيفَ أفرحُ والأحزانُ حاضرةٌ 
وكيفَ أهنأُ والأشجانُ زواري 

جدبٌ وحربٌ وآفاتٌ مزلزلة ٌ
والبعدُ حطّمَ أغصاني وأشجاري 

ولستُ أحفلُ بالأغيارِ تطرقني 
إذا أتوني بإملاقٍ وإعسارِ

أنا الفقيرُ بلا مالٍ ولا وطن ٍ
كأنني فوقَ جرفٍ مائلٍ هار

أنا الغريبُ وهذا العيدُ أتعبني 
وصرتُ فيه ِكمحجوزٍ بأسوار 

ليلي طويلٌ ودمعي هاطلٌ أبداً 
كأنني راهبٌ قد غابَ في الغارِ

وحدي أناجي حبيباً ليسَ يحضرني 
وليسَ يطلعُ بدراً بينَ أقماري 

قد كانَ جاري فكيفَ اليومَ ضيعني 
باللهِ قل لي أليسَ الجارُ للجار

يا عيدُ إنكَ قد أصبحتَ مبتعدا ً
فارحل بخيرٍ ولا تحفل بإصراري 

يوماً سأحضنُ أحبابي على ظمأ
وذاكَ عيدي وشلالي وأنهاري 

وذاكَ أنسي وقد أصبحتُ مبتسماً 
قد زالَ ليلي ويا سعدي بأنواري 

د فواز عبدالرحمن البشير
سوريا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق