الأربعاء، 20 مايو 2020

في التيه /بقلم الشاعر محمود محمد المرعي

#في_التيه

ولأن موسى غاب عنهم برهة
سجدوا لعجل السامري وعظّموا

إبليس صدّق ظنه في مثلهم
ودموع هارون بكت ما قدموا

هم آمنوا جهلا فلما فتّنوا
نكصوا على أعقابهم واستسلموا

هم آمنوا جهلا وما بقلوبهم
في الدين ما يرجى ولا ما يعظم

لو حوصروا في الشعب يوما واحدا
ولوا فرارا هاربين وسلّموا

لو عاصروا الدجال جاءوه بما
يرضى من الكفر الذي يستلزم

ماتوا وفي أصلابهم أشابههم
لولا اختلاف الدهر قلت همو همو

فتنوا كريش في مهب الريح لا
يقوى على شيء ولا يتحكم

في قولهم لحن فلا تدري أهم
كفروا بموسى مرسلا أم أسلموا

عجلت مناطقهم بكل قضية
جدلا وإن قرءوا الكتاب تلعثموا

قد أولوا الآيات حسب مرادهم
علما بأن اللفظ باد محكم

متشابهون كما القطيع فلا ترى
عقلا يعارض سيرهم أو يحجم

قد أخمدوا في القلب مشكاة الهدى
فمضوا بلا نجم به يستعلم

غرقى ببحر كلما قد أخرجوا
للنور كفا هب موج مظلم

يترنحون لشدة فتكت بهم
لكنهم ماضون فيما صمّموا

شربوا من الماء الأجاج فما ارتووا
من شربه يوما ولا هم أحجموا

يتوارثون الذل طفلا عن أب
عن جده عن رابع لا يفهم

جادلتهم عذرا ولولا العذر ما
جادلت عبدا وهو أعمى أبكم

#أشعارمحمودمحمد
محمود محمد مرعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق