( الإنسانية تنادينا )
في وسط شوارع مدينتي
يسير الناس في زحام
ينظرون يساراً ويميناً
يجدون أناساً جالسين
على الطريق حيناً
وجوههم قد نقش الزمان
عليها هماً ووجعاً وأنيناً
قلوبهم ملئت هموم
والشجن بداخلها
ظل قابعًا مستكيناً
قد سكن الحزن أعينهم
والدمع ينهمر منها حزيناً
قدر ت لهم تلك الحياة
لكن قلوبهم مؤمنة
وأنفسهم راضية
قد أضحوا لله شاكرينا
في عزة نفس وشموخ
نراهم دائماً
يخفون جرحاً دفيناً
وفي تلك الطرقات
يمر الناس بهم
يرونهم بأعين عمياء
ووجوه عابسةٍ
وقلب قاس ٍ
لا يعرف رحمة أو ليناً
يمرون عليهم مر الكرام
كلا وربي .. ما هم كرام
فقد جهلوا لله ديناً
وقد ألهتهم حياة زائفة
وقبعوا في الجهل سنيناً
وأبحروا في أبحر الأنانية
فهم في غفلة حقاً ويقينا
رباااه ،، ماذا جرى لنا ؟؟
هل انعدم الإحساس فينا
هل تغيرنا كبشر
هل ماتت الضمائر
وغفت في سبات
فماذا بعدُ .. سيأتينا ؟؟؟
أيها البشر كلكم
إن الإنسانية تنادينا
إن الإنسانية تنادينا
لقد تعبتْ منا كثيراً
فكم ظلت عمراً تنادينا
ونحن صم وبكم
لا ينفع النصح فينا
ربما تناسينا يوماً
أننا بشر
ربما تناسينا أن
أصلنا كان طيناً
ربما أغوتنا أوهام
وخدعتنا كثيراً أمانيناً
ربما غلبنا هوى النفس
وأبعدنا عن ربنا سنيناً
ربما أخذتنا مسيرة حياة
كلها كَدٌّ وتعب وصراعات
هنا وهناك كانت تلاقينا
ربما غاب عنا أننا
ضيوف عليها وسيأتي
يوم لا محالة نودعها
وكل ما كان يستهوينا
ربما وربما
لكن قد حان الوقت
كي نقف مع أنفسنا
ونصلح ما فعلته أيادينا
ونعود لإنسانيتنا
فقد جبلنا على الخير
وسيبقى الخير فينا
هيا نعيد كل الحسابات
هيا نرمم ما كُسر فينا
لنزرع من جديد
زهور محبة وبساتيناً
لنمسح دمعة حرى
ونقبل لهؤلاء جبيناً
فتتحول تلك الدموع
أنهاراً بالحب تحييهم وتحيينا
ما ظنكم بحب وود حينما
ينثر شذاه فيصبح ياسميناً ؟؟
ما ظنكم حقاً حينما
تعود الإنسانية
تزين حياتنا تمحو مآسينا ؟؟
هيا نمد كل الأيادي
لفعل الخير
فنمسك بأيدينا حبلاً متيناً
فالخير يمكث في الأرض
والخير أجمل ما فينا
فهيا اعزموا على خير
لعل ذلك يرحمنا وينجينا
فنحن في محنة
وهي منحة من رب العالمينا
أفيقوا أيها البشر
هي رسالة حق تواتينا
أفيقوا قبل فوات الأوان
وأكرموا فقيراً ومسكيناً
ضمدوا جراح المجروحين
افرحوا قلوباً فلجت أنيناً
أسعدوا كل المحتاجين
لا تتركوا بائساً مهيناً
ارسموا البسمة على الوجوه
لا يكن أحد منكم ضنيناً
وأعلموا أن الله يكافيء
من كان محسنًا صادقًا أمينًا
هذا نداء الإنسانية
يتجدد فينا حينا وحيناً
فلبوا النداء وهرولوا
لعل الله يرضى عنا ويرضينا
ويكرمنا بسعادة ونجاة
فتقر أعيننا وتسعد مآقينا
فيا بني الإنسانية كلكم
لبوا النداء وانهضوا
لتنالوا محبة رب العالمينا
بقلمي / أسماء أمين العرابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق