الجمعة، 5 يونيو 2020

كيف افترقنا /بقلم الشاعر عارف عاصي

كَـيْـفَ اِفْـتَـرَقْـنَـا
=========
يَـا حُـبُّ إنـِّي قَـدْ أَضَــعْـتُ طُــلُـولا
أَرْسَـلْـتُ دَمْـعـاً قَـانِــيـاً مَـذْهُــولا

كَـيْفَ اِرْتَـحَـلْـنَا عَنْ أَفَـانِـينَ المُـنَى
كَـيْفَ اِنْـزَوَى حُـبِّـي وَ بَـاتَ ثَـقِـيـلا

كَـانَتْ لَـنَـا الـنَّجْمَـاتُ تَشْهَدُ وَعْـدَنَـا
قَــدْ كَـانَ وَعْـداً بِـالـوَفَـاءِ جَـمِـيــلا

ثُـمَّ اِنْـتَـأَيْـنَـا وَ انْـتَــهَــتْ آَمَـالُــنَـا
وَ الـحُـبَّ أَضْـحَـى طَـائِـراً مَـغْـلُـولا

كَـيْفَ اِفْـتَـرَقْـنَـا عَنْ حَـياةِ قُـلُوبِـنَـا
كَـيْـفَ اِنْـتَـحَـيْـنَـا لا نَـرِيـدُ وُصُـولا

كَـمْ طُـفْـتُ بِـالـرَّوْضِ الأَثِـيـرِ أَزُوُرُهُ
أُغْـرِي بِـذِكْـرَاهُ الـطُّـيُـوفَ هُـطُـولا

وَ بِـحِـضْـنِـهِ الآَمَـالُ تَـطْوِي ظِـلَّـها
وَ الخُـطْـوُ حَـارَ وَ قَدْ غَـدَا مَـشْـلُولا

كَـيْفَ المَسِـيرُ وَ دَرْبُـنَـا مُـتَـعَـسِّـرٌ
دَعْ عَــنْــكَ غَـيّـاً أَشْـأَمـاً مَـعْـلُــولا

كَـانَـتْ لَـنَـا ذِكْرَى تُـهَـدْهِدُ قَـلْـبَـنَـا
ضَـاعَـتْ وَ بَـاتَ فُـؤَادُنَـا مَـشْـغُـولا

يَـا طَـيْفَ حُـبِّي يَـا رِيَـاضـاً أَقْـفَـرَتْ
وَ تَـصَـحَّـرْتْ وَ الـزَّهْـرُ مَـالَ ذُبُـوُلا

وَ تَعَطَّـلَتْ لُـغَةُ الوِصَـالِ وَ قَدْ غَـدَتْ
بِـالـصَّـمْتِ مَـيْـتـاً يَـسْـتَـحِثُّ قَـتِـيلا

يَـا عِــز ُّيَـا حُــبّـاً تَـلاشَـىَ ظِــلُّــهُ
وَ اجْـتَـاحَـهُ الـغَـيُّ الوَخِـيمُ طَـوِيـلا

كَــانَــتْ لَــنَــا أُنْــشُـودَةٌ رَيَّــانَــةٌ
مَـا احْـتَـاجَ لَـحْـنِي كَي يُـبِينَ دَلِـيـلا

وَ لَـقَدْ بَـنَـيْـنَا المَجْدَ فِي كُلِّ الـدُّنَى
ثُـمَّ اِنْـتَـهَـيْـنَـا الجِـيـلُ يَـتْـبَعُ جِـيـلا

تَبْـكِي الخُـيُولُ العَادِيَاتُ عَـلَى الرُّبَى
وَ لَـكَـمْ تَـنَـادَتْ فِي الجِـهَـادِ صَهِـيلا

وَ اليَـوْمَ صَـارَتْ فِي الدُّنَى أُلْـعُوبَـةً
أَضْـحَى السِّـبَـاقُ عَنِ الجِهَـادِ بِـدِيـلا

كَـانَـتْ حِـرَابُ العُـرْبِ تَحْـمِـلُ رَايَـةً
فَـوْقَ السُّـهَى وَ الـكَوْنُ يَسْمَعُ قِـيلا

وَ السَّـيْفُ فِـينَـا لَـيْسَ يَعْرِفُ غِمْـدَهُ
فَـوْقَ الخَؤُونِ عَـلَى الرِّقَـابِ صَقِـيلا

نَـامِي خُـيُولَ العُرْبِ مَـا عَـادَتْ لَـنَـا
حَـرْبٌ تُـثَـار ُ. فَـنَـرْتَـجِي تَـفْـعِـيـلا

يَـقْـضُـونَ فِـينَـا دُونَ رَأْيٍ يُـبْـتَــدَى
وَ إِذَا بَـــدَا رَأْيٌ يُـــرَى مَــخْــذُولا

بِعْـنَـا الهُدَى وَقَدِ اِسْـتَطَـبْنَـا غَـيَّـنَـا
كَـيْفَ الفَـلاحُ لِـمَـنْ أَضَــاعَ سَـبِـيـلا

كَـيْـفَ الـنُّـجَـاحُ وَ كُـلُّـنَـا مُـتَـلَـكِّئٌ
كَـيْفَ الرَّشَـادُ وَ نَـهْـجُـنَـا مَـهْـزُولا

نِـبْـرَاسُـنَـا الـقُـرْآَنُ يَـهْـدِي دَرْبَـنَـا
وَ الـسُّـنُّـةُ العُظْمَى تَـقِي المَعْـلُولا

هَـانَـتْ عَـلَـيْـنَـا فِي الدُّنَى أَمـْجَادُنَا
بِعْـنَـا الـثَّمِينَ عَـلَى المَـلا تَـقْـلِـيلا

غَـضَـبٌ مِـنَ الـرَّبِّ العـَظـِيمِ أَذَلَّـنـَا
وَ بُـخُـبْثِ كُـفـْرٍ أَحْـكَـمَ الـتَّـنْـكِـيـلا

يَـا أُمَّـتِي عُودِي عـَلَى دَرْبِ الهُـدَى
أَيْــنَ الـرُّؤُوسُ فَـقَـدْ مَـلَـلْتُ ذُيُـولا
=======
عارف عاصي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق