ذات مساء دعتني إحدى الشاعرات للإعجاب بصفحتها وكتبت لي:
قالت .. وقلت
بقلم - الدكتور محمد القصاص
دعنا نثر على الحنين قليلاً ..
نطفي لظى أشواقنا تقبيلا
يا طفل روحي لا تراود لهفتي
عن نفسها, أضحى الفؤاد قتيلاً
فلنا النجوم تعاهدت ذا ليلة
و لنا غدٌ لم يرتضِ التأويلا
فكان جوابي لها مباشرة وبارتجال معارضا لأبياتها بقولي :
اليومَ بَوحِك قد أذابَ جوانحي
فازداد جسمي بالهموم نُحُــــولا
نكأ الجراحَ باضلعي ..وبخافقِي
وبقصتي امسى الزمانُ ذَهــــولا
فرجوتُ قلبي أن يَثُوبَ لرشدهِ
عللتهُ .. لم احسن التعليـــــــلا
أحسست روحي في الغياب تقول لي
أرجهْ : ليكفيكَ الجُحُودَ دليــــلا
هلاَّ شُفيتَ من الجِراحاتِ التي
كابدْتَها أمـداً .. وكنت عليــــلا
والقلبُ أُتْرعَ بالصدودِ وما جفا
وشكى من الألم الُمميت طويـلا
لا ادري ما يخفى الزمانُ بسره
فالغيبُ من يدري إليه سَبيـــلا
يا سائلا عني الزمانَ فقلْ لــه
أفنيتُ عمري بالهوان :قتيـلا
يا ربِّ كن لي فالفؤاد مُعَـذَّبٌ
والنفسُ ضلتْ بالزمان سبيلا
قولي لنا : من أنتِ في عُرفِ الهوى؟
لأظلَّ في عُرفِ الغرامِ خليــــلا
ما زال بوحكِ في المعالي شامِـخـــا
فوق المنابر لحنها ترتيـــــــلا
حتى البلابل قد رُمِينَ بِحُبَّهــــا
من عشقها تُبكى الرُّبى وطُلولا
كم سائل عني إذا فارقته.
يمضي بقلب لا يمل عويلا
حتى إذا مالت بنا سنة الكرى
أغمضت جفنا بالدموع هميلا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق