إرْحَــلْ
قصيدة
بقلم الدكتور محمد القصاص
الجمعة 5 حزيران 2020
إرْحَلْ فَمِثْلُكَ قَدْ يَهونُ رَحِيلَـــــــهْ *** فالناسُ حيرى والصُّدُورُ غَلِيلَــهْ
إمضي وَحَسْبُكَ بالنِّهَايَةِ رَاضِيَـــاً *** إمْضي لَعَلَّكَ ما بَلَغْتَ سَبِيلَــــــهْ
يا مُدَّعِي ظُلْمَاً بأنَّكَ عـــــــــــادلاً *** فالدَّرْبُ وَعْرٌ والسَّبيلُ طَوِيلَــــهْ
مَهْمَا بَلَغْتَ من المَكانَةِ راحِــــــلٌ *** يوماً ونفسُكَ بالهُمُومِ ذَلِيلَــــــــهْ
لا الجَاهُ يُعْفِي لا الثَّرَاءُ من الرَّدى *** لا المُلْكُ يَحْمِي والظُّروفُ دَلِيلَهْ
أنَسِيتَ حالَ النَّاسِ بالتَّرَفٍ الّــَذي *** تَحْياهُ وَيْحَكَ فالنُّفُوسُ عَلِيلَــــــهْ
تحيا بأحْلامِ الطُّغاةِ مُكَابِــــــــــراً *** فالعَيشُ مرٌّ والحَيَاةُ ثَقِيلــــــــــهْ
أمْسَى رَغِيفُ الخُبْزِ قِصَّةَ عَاثِـــرٍ *** يَشْكُو المَرَارَةَ قَبْلَ يَوْمِ رَحِيلَــهْ
ما لي أرَاكَ إذا هَجَمْتَ مُحَارِبَـــاً *** من أجْلِ عَرْشِكَ قد تَبيدَ قَبيلَــهْ؟
لم تَرْحَمْ الأطْفَالَ وَيْحَكَ أمْ تَــرَى *** لا فَرْقَ بينَ مُقَاتِلٍ وَقَتِيلَــــــــــهْ
سَلَّمْتَ أمْرَكَ للرُّعَاعِ تَجَاهُــــــلاً *** وَلِأجلِ قَوْمِكَ فالفِعَالُ هَزِيلَــــــهْ
من أوصلوكَ إلى السِّيَاسَةِ ليتهـمْ *** علموا بأنكَ بالغَبَاءِ فَسِيلَــــــــــهْ
دمَّرْتَ أصْقاعَ العُروبَةِ كُلِّهَــــــا *** لمْ تَكْتَفِي فيها بِفِعْلِ رَذِيلَــــــــــهْ
فبأيِّ ذَنْبٍ تَقْتُلُونَ فِطَامَنَـــــــــــا *** وبأيِّ ذَنْبٍ تُسْتَبَاحُ حَلِيلَـــــــــــهْ
ما ذَنْبُ شَيْخٍ بالمَسَاجِدِ عَابِــــــدٌ *** ما ذنْبُ طِفْلٍ للضَّيَاعِ سَبِيلـــــــهْ
أرَضِيتَ بالقرآن أنْتَ مُحَكِّمَـــــاً *** ما حُكْمُ نَذْلٍ يَسْتَبِيحُ دَخِيلَـــــــــهْ
ماذا دَهَاكُمْ وَالْهَوَانُ بِشَرْعِكِـــــمْ *** تأتوا بِظُلْمٍ قد يقلُّ مَثيلَـــــــــــــهْ
دَنَّسْتُمُ أرْضَ العُرُوبَةِ يا تُـــــرَى *** أتَرَكْتُمُوا للفَاسِدِينَ ِوَسِيلـــــــهْ ؟
تُعْطِي إلى الأعداءِ مَالَكَ كُلِّــــــهُ *** طَوْعَاً وَكُرْهاً عادةً وَخَصِيلَـــــهْ
أنتَ الكريمُ إذا دعيتَ لنَكْبَـــــــةٍ *** أمَّا لقوْمِكَ فالنُّفُوسُ ضَئِلَـــــــــهْ
أحْكُمْ وإنْ تَرْضَى بِنَفْسِكَ قاتِـــلاً *** أحْكُمْ فَنَفْسُكَ بالأمُورِ جَهيلَــــــهْ
أحْكُمْ وجانبْ بالحَيَاةِ مُنافِقَــــــــاً *** بَاعَ الضَّمِيرَ لكي تَرُدَّ جَمِيلَـــــهْ
وانظرْ إلى الأيَّامِ أيْنَ مآلُهَــــــــا *** تَمْضِي ولكِنَّ الذُّنُوبَ جَزِيلَـــــهْ
إرْحَلْ فَمِثْلُكَ قَدْ يَهونُ رَحِيلَـــــهْ *** فالناسُ حيرى والصُّدُورُ غَلِيلَــهْ
الدكتور محمد القصاص - الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق