الأربعاء، 10 يونيو 2020

المستشفى /بقلم محمود محمد مرعي

#المستشفى

على سرر البلاء أنين قوم
لما لاقوه من فرط البلاء

وأوجاع تقلبهم جٌنوبا
كمذبوح يقلب في الشواء

وعجز القادرين وما لديهم
سوى التثبيت أو بعض الدعاء

وأزواج وأبناء ورهط
تناجوا بالقنوط وبالبكاء

وبسمة من يطببه ليخفي
ببسمته يقين الانتهاء

هنا الصمت الرهيب يهز قلبا
تغلف بالقساوة والجفاء

هنا لا يضحكون سوى قليل
لتخفيف النوائب والبلاء

هنا للجدر ألوان تماشت
مع قرب الترحل والفناء

وقوم يقرؤون كتاب ربي
بصوت وهو أقرب للخفاء

لعل شفاعة تدنو وأمرا
يغير في موازين السماء

هنا للعين حيث تدور رؤيا
لقطن قد تسربل بالدماء

ووخز لم يدع في الجسم جلدا
وإلا ساقه مر البقاء

هنا تدري بأن العيش نجم
سيأذن عن قريب بانطفاء

وتحتقر الحياة وما عليها
وتكتشف السراب بغير ماء

هنا وجه تصفره المنايا
ويذعن للرحيل بألف داء

هنا نفس تمنت أن تعافى
ولو يوما وتمعن في الرجاء

لتعمل صالحا كم ضيعته
وقد شغلت بجمع في انتشاء

وكف للمريض وقد أشارت
لخافية تلوح في الفضاء

فلا هم قد رأوا ما قد رآه
ولا فهموا إشارات الفناء

حبال الأرض قد صرمت يقينا
وكل الأمر وكل للسماء

#أشعارمحمودمحمد
محمود محمد مرعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق