تُوْنُسُ الخَضْراء :
أناْ مَا رأَتْ عَينايَ تُونُسَ مَرَّةً
لكنْ عرَفْتُ بأنَّها الخَضْراءُ
فيْها يَميسُ الرَّوضُ فيْ أثْوابِه
وتَذوبُ فيْ أحْضَانِها الأنْدَاءُ
ويُغَرِّدُ الشَّاديْ علَى أفْنانِها
وتنُوحُ فيْ أفْيَائِها الوَرْقاءُ
وتَعَانَقَتْ فيْها المَعَالِمُ والرَُؤَى
فتَفنَّنتْ فيْ وصْفِها القُرَّاءُ
مِنْ جَامِعِ الزَّيتونِ نَحْوَ صَفاقِس
أو قَلْبِ قُرْطاجٍ يَفيْض سَناءُ
فاحَتْ رِياحُ الأمْسِ عَبْرَ أَثيرِها
فتَضوَّعَتْ مِنْ حُسْنِها الأرْجَاءُ
وعلَى الشَّواطيءِ لوْحةٌ فنِّيةٌ
تَزْهَى وكَمْ يحْلو هناكَ لِقَاءُ
شَوْقي إليْها كلَّ يَوْمٍ يَنْتَشي
ويَزيْدُ ، فهيَ الغادَةُ الحَسْناءُ
يَكْفي بأنَّ الشِّعْرَ بينَ ضِفَافِها
يَجْري وفيْها يَصْدَحُ الشُّعَراءُ
تاهَتْ بذيَّاكَ الجَمَالِ مَراشِفي
فانْداحَ منها الشَّهْدُ والصَّهبَاءُ
يا تُونُسَ الخَضْراءَ عُذْراً لنْ أَفِي
هذا الجَمالَ وسَقفُكِ الجَوْزاءُ
حَسْبي أشَرْتُ لمَا تأجَّجَ دَاخِلي
مِنْ لوعَةٍ فاضَتْ بِها الأحْشَاءُ .
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري
وهي أول هدية أبعث بها إلى شاعرنا الجميل البشير المشرقي
ولبلده الآسر تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق