الثلاثاء، 16 يونيو 2020

عبدالزهرة خالد. مقبول

مقبول
————
قبلت أو لم تقبلْ 
إنه في خلوةٍ ثقيلة ، 
تعالَ متى شئتَ 
وقفْ على الجسرِ
الذي وقفَ عليه أنينُ الزنازين ، 
توضحُ ملامحُ الفراقِ فوق وجهِ المرايا  
كلّه مسافةٌ لا تعدُّها الخطى ،
اشعلْ كسلَ الانتظارِ 
بشرارةِ الحماقة
واحضنْ جمرةَ الانتشال 
وإن عاتبتَ فهو صمتٌ 
مدفونٌ في جرحٍ يستكين ، 
لا يعني 
إنه تخلصَ من مكائدِ العصافير 
حين تنسجُ له الشوكَ عشاً 
يشبهُ حضنك 
الذي أصبحَ أضغاثَ تغاريد ، 
فداحةُ الأرضِ 
لم تك بمستوى عاصفةِ حلّمٍ 
هدمت مباني الأغصان 
العارية بلا لحاءٍ أمامَ شرذمةِ الودق ، 
المكانُ المسكينُ ذنبه
أنّه ثبَّتَ الحجرَ المسجى عليه
لا يحركُ السكونَ المكنونَ
في الجوفِ السحيق ، 
يمرّ العابرونَ ولا يأبهون 
يوقظونَ الابتهالات المنفلتة
من حقائبِ النعاس ، 
لك الحقُ ألا تدخل 
في شبكةِ الوصايا 
وخذِ الصّوابَ من فمِ الجنون  ، 
قلبكَ معفّرٌ بألفِ شهقةٍ 
محصّنٌ لا يصابُ برجفةِ اللهفة ، 
تعبت معاولهُ 
ما عادت تفرّقُ بين البناءِ والهدم 
بالقصرِ الذي أوصيت ، 
يخافُ من نفسهِ على نفسهِ 
لقد جبنَ إبريقُ الغليانِ من طقطقةِ الصقيع
تبقى الحيرةُ تدورُ في فلكِ الصباحِ 
هل أنتَ بخيرٍ  … يا ثوبَ الندى 
في مدنٍ يلجأ إليها عساكرُ الموت 
في عاصمةٍ  تخشى من الأحياءِ 
الذين يقتاتون مساحيقَ القمامة 
قبلَ أن تتزينَ بها الأفواهُ الفاغرة
 أمام عمال  النظافة ..
——————
عبدالزهرة خالد
البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق