الثلاثاء، 2 يونيو 2020

عندما يثمل القمر/بقلم الشاعر خالد.ع خبازة

عندما يثمل القمر

قصيدة من الطويل .. و القافية من المتدارك

أفي كلِّ أيـــــكٍ في الربى لك منزلُ

................ و في كل روضٍ راحـــلا تتنقـــــــلُ

وفي كل دوحٍ طائرٌ أنت صـــــادحٌ

................. يغنّي و يشدو للهــوى .. و يرتّـل

وقد هيـَّـأت عشًا لــه كلُّ أيكــــــةٍ

.................. ليشربَ من نبعِ الجنــــــانِ و ينهل

كأنك حتى ما عرفت جوى الــهوى

................... فما لك تستجـدي .. و مالكَ تسأل

و لكنْ تجافي الحــلمُ عنــــك كأنما

.................. رأيتُك عن حرِّ المعانــــــــاة تغفل

حنانَيْك مهلا ، ليت تدري الذي به

.................. كأنــك لم تـــــدرِ الذي كنتَ تسأل

و لكنما الشوقُ القديمُ اذا طــــغى

.................. أضاعَ فؤادًا في الهوى كان يُعوِل

ليالٍ بها كم أثقلَ الحبُّ كاهـــــلا

.................. و أضنى فؤادًا طالما هدَّ مِعْــــوَل

جنانٌ من الأشجانِ والودّ أزهرت

.................. و أينعَ حبٌّ صارَ في القلبِ يـرفُـل

جرى الحبُّ يَسقي عاصف الشوقِ جدولا

.................. وفي مهجتَيْنا يزرعُ الوجدَ جدول

يغرِّد فيها الطيرُ في كل سرحةٍ

................ و يصدحُ في أدواحها الصبحَ بلبـل

فضجَّ به الشوقُ القديــمُ كأنـــــما

................ أضاءَ له في سامقِ النجــــمِ منزل

بليلٍ تولَّتْ رسمَه كلُّ نجمـــــــةٍ

................ أناخَ عليــنا من دجى الليـــــلِ كلكل

غريقينِ بتْنا في غياهـــــيب لُجَّةٍ

................ على مركبِ الأشواقِ نطفو و ننزل

و سالَ معينُ الروحِ سلسالَ دافقًا

................ و أجرى ينابيــــعًا من الدمعِ قسطل

و ظلت ترانـــيمُ الهـــوى مستعرَّةً

................ فما ان أتانا من دجى الليلِ جحفل
أزلنا غبارَ الــوجدِ عنا و أسرِجَتْ

............... عــذارى الهوى دون القلوبِ تــنقّل

كأنَّ لقانا أجفـــل الريـحَ خطـــــوُه

.............. فهبت رياحُ الوجدِ تمضي .. و تقبل

سما حلمُنا يبغي النجومَ منـــازلا

............... فطاب على اطلالةِ الكــــــونِ منزل

وحين دعانا للهوى بعضُ شوقِنـا

............... رسمنا حدودَ الشوقِ نـــــارًا تشعَّل

و قمنا سريعًا يسرِقُ الدربَ سيرُنا

............... الى هاتفٍ في القلبِ يــــدعو فننزل

و لما علتْ أكبادُنا مدرجَ الهـــوى

................ تبدّى لنا في حنـدسِ الليلِ مِشعل

تلاقتْ به الأكبادُ سكرى ثمالةً

................ تتوقُ الى لقيا .. بها الوجدُ مقبل

وسالت كؤوسُ الشوقِ خمرًا كأنما

............. عذارى الهوى تمضي بكاسٍ و تقبل

ومالتْ بنا نحوَ الغروبِ جحافلٌ

............. مصابيحُ نـــــــــاداها الغروبُ فتأفل

هجرنا- سوى أرواحِنا- كلَّ لذةٍ

.............. و أرواحنا في نشوة الحب فيـــصل

و أطلق قلبانا العنانَ لوجـــــدِنا

......... الى حيث سارت في هوى الروحِ أرجل

تساقى كلانا خمرةَ الوصلِ لا نعي

.......... اذا النجمُ مخمورٌ .. أم البـــــــدرُ يثمل

كلانا رهينُ الوجدِ والشوقِ والجوى

........... فأغـــوى هوانا في العيــــــــونِ التأمل

تنشق منا الفجرُ أنسامَ زهـــرِنا

............. فأصبحَ يزهــــو في هــوانا و يحفـل

وغنت لنا أدواحُها ثم أحــــدقتْ

............. بنا الطيرُ تشدو للهـــــوى .. و تهلل

يسامرُنا بدرٌ يغازلُ نجمةً

............. و باتتْ بنــا سمـــــارُنا تتــــغزّل

و ألقـــــت اليــنا نظرةً ثم لوّحت

.............. تحيي لقانا .. كيفما الحــــبُّ يأمـــل

كأنا وقد ألقت لنـــــا الروضُ رحلَنا

............ تمنـَّـتْ علينا أن يــــــــدومَ التغـــــزل

و غازَلنا ريحُ الصباحِ و داعبت

.............جفونَ الدجى وجدا و صحصح أيّل

وضاقتْ سريعًا فسحةُ الليلِ بعدما

.............. طغى الوقتُ يجري مسرعًا يتعجل

عدونا و قد أغرى بنا الصبحُ ظالمًا

............. بناتِ الضحى جهرًا..فحانَ الترحّل

فان كان في أرواحنا ما نؤمل

............... و لكنمــــا الآمـــال أمر مؤجــل

فقمنا و غادرْنا الرياضَ و قلبُنا

............. يتوقُ الى اللقيا جديدًا .. و يـــــأمل

و لكنْـما قد مزّق الحلمُ ثوبَـــــه

.............. فمن عـــادةِ الأحلامِ أن ليس تكمل

....

اللاذقية شباط 2018

خالد ع . خبازة

�� �


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق